عن منشورات المتوسط في إيطاليا، صدرَ كتابٌ جديدٌ للباحث المغربيّ حسن المودن بعنوان: مَنْ قالَ إنّ النَّاقدَ قدْ مَات؟ ضدّ بارت، ماكدونالد، مانغينو.
يأتي هذا الكتاب بعكس ما ادعته دراسات سابقة: فهو ضدّ ما أَعْلَنَهُ رونان ماكدونالد، سنة2007، في كتابه: موت الناقد، وهو ضدّ رولان بارت الذي أعلن سنة 1968 عن موت المؤلِّف.ولابد من توضيح: أن تكون ضد موت المؤلِّف، هذا لا يعني أن تحتفظ بتلك الفكرة التقليدية عن المؤلِّف، وتمارس النقد البيوغرافي على الطريقة التقليدية، فأن تكون اليوم ضدّ موت المؤلِّف يعني أن تعيد المؤلِّف إلى الحياة، ولكن من خلال فكرة جديدة، من خلال نقد بيوغرافي بصورة مختلفة، من خلال نظرة جديدة إلى المؤلّف. وبالمثل، أن تكون اليوم ضد رونان ماكدونالد، الذي أصدر سنة 2007 كتابه: موت الناقد، معناه أن تقدّم ما يكفي من الحجج التي تكشف أن الناقد الأدبي لا يموت ولن يموت، لكنه يتجدد ويبتكر لنفسه في كل مرة أسباب الحياة: هناك صور جديدة للناقد الأدبي تتأسس بدلا عن تلك الصور التقليدية. وبالمثل أيضا، أن تكون في الوقت الراهن ضد دومينيك مانغينو، الذي أصدر سنة 2006 كتابه: ضدّ سان بروست أو نهاية الأدب(وكتابه هذا يستحضر كتاب مارسيل بروست: ضدّ سانت بوف، معلنًا أنه ضدّهما معًا: سانت- بوف وبروست)، معناه أنك تفترض أنْ لا نهاية للأدب، وإذا ما انتهى معنى الأدب كما تأسّس على مدى قرون من الزمن مع سانت بوف فمارسيل بروست ثم دومينيك مانغينو، فإن الأدب لا يكفّ عن تجديد معناه.
وبهذا، فإن الجديد في هذا الكتاب- مقارنة بخطاب النهايات في النقد والأدب- أنه يكشف عن جوانب من هذا المعنى الجديد للأدب، وللنقد، وللناقد الأدبي، و للمؤلِّف الأديب: أي أنه يريد أن يوضّح أن هناك بدايات جديدة بعد تلك النهايات إنْ سلَّمنا بوجودها، وأنه بَدلَ خطاب النهايات، سيكون من الأفضل بلا شك أن نتحدث عن خطاب البدايات.