“كتارا” و “بيت المغرب الثقافي” تنظمان أمسية ثقافية حول الرواية المغاربية

استضافت مكتبة كتارا للرواية العربية وبيت المغرب الثقافي، أمسية أدبية ناقشت خلالها الرواية المغاربية من خلال رؤية المبدعين المغاربة المغتربين، وحظيت الجلسة بمشاركة فاعلة من كتاب ومثقفين ينتمون إلى خمس دول مغاربية هي: ليبيا، المغرب، تونس، الجزائر وموريتانيا. فيما أدار الجلسة خالد بن ذياب المهندي مدير مكتبة كتارا للرواية العربية، وشاركه في التقديم سعيد دهري المدير التنفيذي لبيت المغرب الثقافي.
وفي البداية استهل خالد عبد الرحيم السيد المشرف العام على جائزة كتارا للرواية العربية الجلسة بجغرافية المكان وتأثيرها على السرد المغاربي مشيرًا إلى أن الرواية المغربية ظلت حبيسة مناقشة الاستعمار الفرنسي، وما خلفه من آثار على الذاكرة الجمعية للمبدعين المغاربة، ولم يستطيعوا تجاوز هذا الإطار إلا في أعمال قليلة. وأضاف: بدأنا نلحظ في الدورات المتعاقبة لجائزة كتارا للرواية العربية، حدوث تطورات مضطردة في بنية الرواية المغاربية والخروج تلقائيًا من أسر الاستعمار إلى فضاء البيئة المحلية الغنية بالتحولات والمشاكل الآنية التي تحتاج إلى رؤية سردية لمعالجة الكثير من الظواهر المجتمعية في بيئات الدول المغاربية.
من جانبه أشار أحمد إسَلمو الكاتب والإعلامي الموريتاني إلى أن أهل المشرق لا يبذلون أي جهد في محاولة فهم اللهجات المحلية للمغاربة، ومن ثم تذوق إنتاجهم الأدبي، لأنهم يعتقدون أن الكتابة المغاربية ستكون غير مفهومة مثل لهجات أهل المنطقة، وهذه مجرد صورة ذهنية مغلوطة عن الإنتاج المغاربي. وقالت الإعلامية خديجة أولاد عدي أن سكان شمال أفريقيا تاريخيًا أغلبهم -إن لم يكن جميعهم- أتوا من المشرق عبر هجرات تاريخية معروفة لقبائل عربية بعينها، لذلك فإن إحساس المغربي بالانتماء للمشرق هو إحساس صادق، يجعل الارتباط بين القطبين (المشرق والمغرب) بما يشبه الحبل السُّري.
من جانبه قال أحمد فال ولد الدين الروائي الموريتاني أن ازدواجية التعليم باللغتين العربية والفرنسية في بلاد المغرب العربي فرضت على دول المنطقة تحد كبير قاد إلى أن يتقن سكان المنطقة اللغتين معًا، ولكن هذا لا يمنع أن المغاربي يكتب بشكل سلس، وما نحتاجه فقط هو تنحية الصور النمطية عن بعضنا البعض سواء مغاربة او مشارقة، لنتقارب أكثر.
من جانبه نفى عبد العزيز السيد وجود أي تهميش للإنتاج المغاربي في المشرق العربي بل على العكس ينظر أهل المشرق إلى الفكر المغاربي على أنه فكر ناضج جدًا لقرب المنطقة جغرافيًا لمراكز الحضارة الأوروبية، ولكنه يرى أن الإنتاج المغاربي ينقصه التسويق الجيد كما يرى أن تحويل الروايات للدراما يتيح لها فرصًا أوسع في الانتشار والذيوع.
فيما أرجع الدكتور محمد بريش الخبير في الدراسات المستقبلية تشرب الروايات المغاربية بالحس أو النمط الغربي وتحديدًا الفرنسي يرجع إلى التعليم المزدوج باللغتين العربية والفرنسية، واتجاه المغاربة إلى قراءة وهضم الروايات الفرنسية لإتقان اللغة، ولكن هناك اتجاه آخر في الرواية المغاربية سار باتجاه نقد المجتمع وتلمس مشاكله.
بدورها قالت الإعلامية سمارة القوتلي: إن هناك تقصيرًا كبيرًا في حق المبدعين المغاربة، والإعلام العربي مسؤول عن هذا التقصير، وقد يتطلب الأمر جهدًا أكبر للتعرف على الإبداع المغاربي، وفي نفس الوقت على الكتّاب المغاربة تسليط الضوء على أنفسهم، لتجسير الهوة بين الشرق والغرب.


بتاريخ : 08/02/2021