كرة القدم الوطنية على موعد مع التاريخ في أشبال الأطلس على أعتاب المجد العالمي

على أرضية الملعب الوطني بالعاصمة التشيلية سانتياغو، يأمل المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة كتابة فصل جديد في ملحمة كرة القدم الوطنية، عندما يواجه نظيره الأرجنتيني في نهائي كأس العالم للشباب، بداية من منتصف ليلة الأحد – الاثنين بالتوقيت المغربي.
وستكون هذه المباراة تاريخية بكل المقاييس، لأنه لم يسبق لأي منتخب مغربي أن بلغ هذا الدور في كل فئات المنتخبات الوطنية، ليواصل بذلك الجيل الجديد سلسلة الإنجازات التي وضعت كرة القدم المغربية في صدارة القارة والعالم خلال السنوات الأخيرة.
فمنذ إنجاز المنتخب الأول في مونديال قطر 2022 وبلوغه نصف النهائي التاريخي، ثم التتويج ببرونزية أولمبياد باريس 2024، ها هو المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة يواصل المسيرة الذهبية ببلوغ نهائي كأس العالم لأول مرة في تاريخه، بعد فوز دراماتيكي على فرنسا بضربات الترجيح (5 – 4) إثر تعادل مثير (1 – 1) في مباراة أظهر فيها المدرب محمد وهبي كفاءة تكتيكية عالية.
وعبر وهبي، مدرب المنتخب الوطني، عن فخره بأداء لاعبيه، بعد تخطي المنتخب الفرنسي في المربع الذهبي بالقول: «كنا نعلم أن المباراة ستكون صعبة. بدأنا بحماس كبير، لكننا حافظنا على التركيز في اللحظات الحرجة. تأهلنا للنهائي لحظة تاريخية، وسنلعب من أجل التتويج.»
وستكون العناصر الوطنية أمام خصم من العيار الثقيل، ويضعه كثير من المتتبعين على رأس قائمة المرشحين للتتويج باللقب السابع في تاريخه، على مستوى هذه الفئة، خاصة وأنه سيخوض النهائي الثامن له، بعد فوزه الصعب على كولومبيا (1 – 0).
وأبدى الأرجنتينيون في مستودعات الملابس، عقب تخطي كولومبيا بهدف واحد، ثقة زائدة، متوعدين بالتغلب على المنتخب المغربي في النهائي.
ورغم كل هذا يمتلك الفريق كل المقومات اللازمة للتتويج، وعلى رأسها روح المجموعة، بعدما نجح المدرب وهبي في جعل اللاعبين جسدا واحدا، وروحا واحدة، وهذا سر التفوق على أعتى المنتخبات العالمية، وفي مقدمتها إسبانيا والبرازيل وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت من أكبر المرشحين للتويج، وبعدها المنتخب الفرنسي، فلم لا يكون الدور على منتخب التانغو، ودخول التاريخ من أوسع أبوابه؟
وبات المنتخب المغربي ثاني منتخب عربي يبلغ نهائي مونديال الشباب بعد قطر (1981) وثاني منتخب إفريقي بعد غانا التي فازت بنسخة 2009، علما بأن أفضل نتيجة للمغرب على مستوى هذه الفئة، كانت احتلال المركز الرابع في دورة هولندا 2005، رفقة المدرب فتحي جمال.
وعلى العموم، فإن نهائي سانتياغو سيكون مواجهة بين التاريخ والطموح، فالأرجنتين تبحث عن استعادة المجد الغائب منذ 2007، بينما يطمح المنتخب المغربي إلى لقب أول يكرس ثورته الكروية ويؤكد أن الحلم المغربي لا يعرف المستحيل.
ومن المرجح أن يلعب المدرب وهبي، الذي سيدخل المباراة محروما من خدمات الحارس الأساسي يانيس بن الشاوش، الذي أصيب على مستوى الركبة، وسيعوضه البديل إبراهيم غوميز، بأسلوبه المعتاد، الذي يقوم على تأمين الواجهة الدفاعية وخنق وسط الميدان، مع الهجمات المرتدة، بهدف اصطياد أخطاء لاعبي الأرجنتين.
*وسيكون للعامل النفسي دور مهم في كسب هذا الرهان، فضلا عن الحالة البدنية للاعبين، ومدى قدرتهم على التغلب على التعب الذي أصابهم بعد المجهود الخرافي نصف النهائي.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 18/10/2025