بعد أيام على زيارة ماكرون التي أعلن فيها عزم فرنسا تكثيف استثماراتها في الصحراء المغربية
بعد أسبوعين على زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي إلى المغربـ، والتي أعلن خلالها إمانويل ماكرون عزم بلاده تكثيف استثماراتها الاقتصادية في الصحراء المغربية، تحركت الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة بالمغرب لتنظيم أيامها الاقتصادية بجهتي العيون الساقية الحمراء والداخلة وادي الذهب خلال زيارة رسمية تمتد من 11 إلى 13 نونبر 2024. في خطوة تهدف من ورائها إلى تحفيز الشركات الفرنسية والفاعلين الاقتصاديين بالاستثمار في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وفي هذا السياق حطت أول أمس بالعيون طائرة تقل الوفد الفرنسي الذي يترأسه سفير فرنسا بالمغرب كريستوف لوكورتيي والذي يضم العديد من صناع القرار والمدراء التنفيذيين لكبريات الشركات الفرنسية يمثلون قطاعات والصناعة والسياحة والفلاحة و الطاقات المتجددة والتكنولوجياـ معلنة بذلك انطلاق تنظيم الأيام الاقتصادية المغربية الفرنسية في جهتي العيون الساقية الحمراء والداخلة وادي الذهب بحضور ما يقارب من 50 من صانعي القرار والريادين ورجال الأعمال الفرنسيين في هذا الحدث الكبير، مما يوفر لهم فرصة فريدة لاكتشاف الإمكانات المتعددة وفرص الاستثمار الهائلة لهذه المناطق.
وكشف مصدر مأذون من الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة بالمغرب لصحيفة «الاتحاد الاشتراكي» أن فعاليات هذا الحدث الهام انطلقت أمس مقر جماعة العيون حيث استقبل الوفد بدار الضيافة ، حيث تم استعراض المحطات التاريخية التي عرفتها المنطقة كما استمع الوفد الرسمي الذي ترأسه السفير الفرنسي بالمغرب إلى عرض مفصل حول المخطط التنموي الجهوي لجهة العيون الساقية الحمراء كما انتقل عشية نفس اليوم إلى مدينة الداخلة حيث استمع إلى عرض حول المخطط التنموي الجهوي لجهة الداخلة وادي الذهب ، وتباحث الوفد الفرنسي بالجهتين مع العديد من المسؤولين المغاربة و الفاعلين الاقتصاديين. وينتظره يوم غد برنامج مكثف يشمل زيارات ميدانية إلى محطة تحلية المياه « انرجي ناريفا» DAWEC و ميناء الداخلة الأطلسي.
وأكدت الغرفة أن هذا الحدث يمثل مرحلة جديدة في تعزيز الإرساء الإقليمي للغرفة، لا سيما في الجهات الجنوبية للمملكة. فمنذ افتتاح مندوبياتها الجهوية في العيون في ماي 2017، وفي الداخلة في مارس 2019، ومؤخرا في كلميم في فبراير 2024، تواصل الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة إجراءاتها وأنشطتها لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين فرنسا والمغرب.»
ويقام الحدث على مرحلتين رئيسيتين، إذ انعقدت المرحلة الأولى بجهة العيون الساقية الحمراء، تلتها المرحلة الثانية بجهة الداخلة وادي الذهب. وارتكز جدول أعمال برنامج هذا الحدث على: عروض تقديمية لخطط التنمية الجهوية، واجتماعات عمل وزيارات للمواقع الإستراتيجية. وستسمح هذه الأنشطة للمشاركين من تحسين فهم الأولويات والفرص الاقتصادية للجهتين بشكل أفضل، وخاصة في القطاعات الواعدة مثل الطاقات المتجددة وصيد الأسماك والمياه والبنيات التحتية.
وتعهدت غرفة التجارة والصناعة الفرنسية بالمغرب بتجسيد وتحقيق رؤيتها المتمثلة في تعزيز التنمية الاقتصادية الجهوية والتسويق الترابي، من خلال تحفيز ريادة الأعمال وجذب استثمارات عالية الجودة.
وقالت الغرفة الفرنسية إن هذا الحدث سيعرف حضور وفد يضم حوالي 50 من قادة الأعمال وصناع القرار الاقتصادي من مختلف القطاعات – بما في ذلك الصناعة والسياحة والطاقات المتجددة والتكنولوجيا وغيرها. وستتاح لهذه الشركات القادمة من فرنسا والمغرب الفرصة لإقامة الروابط واستكشاف فرص وآفاق التعاون وتدارس مشاريع استثمارية ملموسة. كما سيتم تنظيم اجتماعات ثنائية (بي تو بي)، مما يسمح للجهات الفاعلة الاقتصادية المحلية من إجراء لقاءات للتحاور والتفاعل مع الشركات المشاركة، وبالتالي تعزيز الشراكات وتبادل الخبرات.
وأكدت كلوديا جاوديو فرانسيسكو، رئيسة غرفة التجارة والصناعة الفرنسية بالمغرب، في تصريحها حول الحدث «أن هذه المبادرة هي استمرار لإستراتيجيتنا من أجل ترسيخ الجهوية «. «نحن مقتنعون بالإمكانات الاقتصادية التي تتمتع بها جهات الجنوب، ونحن ملتزمون تماما بدعم المشاريع التي تساهم في مخططها التنموي، وتوفر الأيام الاقتصادية المغربية-الفرنسية للشركات الفرنسية وللشركاء المغاربة منصة فريدة لاكتشاف إمكانات الاستثمار واغتنام الفرص المتاحة بهذه الجهات» ومن جهته اعتبر جان شارل دامبلين ، المدير العام للغرفة، أن «غرفة التجارة والصناعة الفرنسية تؤكد من خلال تنظيم هذه الأيام الاقتصادية مكانتها كشريك رئيسي في التسويق الإقليمي والاستثمار في الجهات الجنوبية للمغرب و «هذه المبادرات تأتي لتكميل الإجراءات التي وضعتها الغرفة بالفعل في سياق مهمتها: دعم الدينامية الاقتصادية الإقليمية وتعزيز العلاقات التجارية والروابط الفرنسية المغربية في جميع أنحاء المملكة».