كشف خلاله عن «إكراهات» مركز استقبال المسنين : الجمعية الخيرية بخنيفرة تحتفل بمتفوقات دار الفتاة

احتضن مركز القرب (دار المواطن) بخنيفرة، حفلا بهيجا نظمته الجمعية الخيرية الإسلامية، عشية الأربعاء 28 مارس 2018، لفائدة 12 مستفيدة من مركب دار الفتاة، بمناسبة تفوقهن دراسيا في الأسدس الأول من موسم سنة 2017/ 2018، وذلك من باب تحفيزهن على مواصلة التحصيل الدراسي الجيد ، علما بأن دار الفتاة تمكنت من النجاح في إيواء عدد كبير من الفتيات القرويات في إطار محاربة الهدر المدرسي، وتمكينهن من متابعة دراستهن في ظروف تربوية ونفسية مناسبة، وهو ما تناوله مدير هذه المؤسسة، ذ. امبارك الشاد، أثناء تقديم المتفوقات وتوزيع الجوائز عليهن، والتنويه بمجهودات الأطر العاملة بمؤسسات التعاون الوطني.
وشهد الحفل حضور عدد كبير من التلميذات والتلاميذ، وفعاليات من المجتمع المدني والحقل التربوي، وأعضاء الجمعية الخيرية الإسلامية، وأطر ومستخدمي دار الفتاة ومركز استقبال المسنين، والمندوب الإقليمي للتعاون الوطني، حيث سجل الجميع ما أنجبته دار الفتاة من طاقات أبرزن مواهبهن في الأنشطة الموازية، وأكدن قدرتهن على الابتكار والإبداع، كما في الدراسة والرياضة والفن. و استُهل الحفل بكلمة لرئيس الجمعية ، ذ. لحسن الكرويطي ، الذي استعرض من خلالها إنجازات المؤسسات التابعة للجمعية، والتي وصفها بالأمانة والمسؤولية الشاقة لكون تسيير العمل الاجتماعي يتطلب الحيطة والجد والاجتهاد.
ولم يفت رئيس الجمعية الإشارة لما يتعلق بالمركب الاجتماعي دار الفتاة الذي تجاوز عدد النزيلات به 132 فتاة، ومركز استقبال المسنين الذي بلغ عدد نزلائه 62 مسنا، جميعهم من الطبقة الهشة، رغم أن الطاقة الاستيعابية لهذه المؤسسة لا تتجاوز 54 سريرا، وسبق أن بلغ عدد الأشخاص، خلال الصيف الماضي، 72 شخصا، في إطار الحملات التي تقوم بها السلطات المحلية على مستوى شوارع الإقليم. وصلة بالموضوع، أشار رئيس الجمعية إلى مراسلات وجهها لعامل الإقليم من أجل العمل على توسيع البناية ودعمها بالتجهيزات الضرورية، وبناء عليها أسرع العامل بإيفاد لجنة معاينة ووعد باتخاذ الإجراءات المطلوبة.
وتطرق الرئيس لما تعانيه مؤسسة مركز استقبال المسنين على مستوى التطبيب والتمريض، سيما في ظل وجود محتاجين للعلاجات الضرورية والمستعجلة، وهناك حوالي 14 شخصا لا يقوون على الوقوف، مذكرا بحملة طبية تم تنظيمها بهذه المؤسسة، حيث أجريت لثلاثة أشخاص عمليات جراحية بالمستشفى الإقليمي وواحد أحيل على المستشفى الجهوي، علما بأن الجمعية تتكلف باقتناء الأدوية ولوازم الاستشفاء، كما قامت باقتناء سيارة خاصة من باب الحفاظ على سلامة المسنين المرضى ونقلهم للعلاج في أحسن الظروف.
وخلال كلمته، أثنى رئيس الجمعية على النتائج الدراسية المتميزة التي حققتها المستفيدات من المركب الاجتماعي دار الفتاة، والمتوجات في البطولات الرياضية الإقليمية والجهوية، بينما لم يفت المندوب الإقليمي للتعاون الوطني، ذ. ياسين عفراني، توجيه تحيته للفتيات المستفيدات، ومن خلالهن لكل النساء المغربيات اللواتي حققن الكثير من الإنجازات والمراتب العليا بالمثابرة والكد، على قدم المساواة مع أشقائهن الرجال، معبرا عن أمله في انفتاح الجمعية الخيرية على كافة الشركاء والمتدخلين لأجل خلق جسور للتواصل والتضامن وتعزيز الخدمات الاجتماعية.
وتميز الحفل التكريمي بعروض غنائية ومسرحية وتربوية وترفيهية، منها فقرات من الأمداح النبوية، ورقصات غربية وهندية، وأغاني بالحركات camp gums وأخرى أمازيغية، من بينها واحدة للفقيد محمد رويشة، وقصائد شعرية، إحداها حول الأم لفتاة من الدار، وأخرى لمسن من مركز المسنين، بعد أن كان من الوجوه المعروفة في عوالم “الحلقة”، قبل أن ترمي به الأقدار بهذا المركز بسبب ظروف عائلية مؤلمة عبر عنها بأشعار حول بر الوالدين.
كما تخللت الحفل سكيتشات، مثل سكيتش “مرا قتلت 7 رجال”، وآخر حول “الفرق بين الأغاني المغربية والمشرقية”، علاوة على ثالث بعنوان “اتبع الكذاب حتى لباب الدار” حاول تسليط الضوء على ظاهرة الكذب في المجتمع، والأبراج والعرافات…
ولم يخل برنامج الحفل من مسرحيات رائعة، إحداها بعنوان “دهاء المرأة” التي طرحت عمق الصراع الدائر بين الرؤية الذكورية والرؤية النسائية لقيمة ومكانة المرأة في الأسرة والمجتمع، ثم مسرحية “عاشق الذهب” التي استعرضت حالة محبي اكتناز المال والذهب دون اهتمام بتقلبات الأيام وحتمية زوال الأموال، إلى جانب مسرحية أمازيغية بعنوان “عقوق الوالدين” التي تناولت السلوكيات المقيتة للبعض ممن يتخلصون من أبائهم وأمهاتهم بدور المسنين، وقد اختتمت هذه المسرحية بأنشودة مؤثرة حول الأم.
وبعدها تم عرض مسرحية “راني غضبانة” التي تضمنت غضبا على أحوال الواقع الاجتماعي، في استحضار الغلاء والفقر والتشرد وتدني الخدمات الصحية وهدر المال العام والعنف المدرسي وعزلة المناطق الجبلية، ورغم ذلك حرصت إحدى بطلات المسرحية على الاستمرار في حبها لبلدها وجماله، كما عاش الحضور مع مسرحية “أنا خادمة” التي ساهمت بدورها في رسم واقع خادمات البيوت الصغيرات وطموحاتهن وأحلامهن الكبيرة.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 03/04/2018