كلاسيكو الرجاء والجيش يسرق الأضواء في الدورة الثانية من البطولة الاحترافية.. الوداد في مهمة صعبة بالرباط وبركان تراقب عن بعد

تستعد البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم للدخول في جولتها الثانية بإيقاع مرتفع، إذ يترقب الشارع الرياضي مواجهة من العيار الثقيل ستشد الأنظار إلى المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، حيث يصطدم الرجاء الرياضي بالجيش الملكي في كلاسيكو طالما اعتبر من أبرز محطات الموسم الكروي. هذا الموعد يكتسي طابعا خاصا لاعتبارات عدة، أبرزها الانطلاقة الموفقة للفريقين في الجولة الأولى، بعدما تمكنا معا من تحقيق فوز مقنع بالنتيجة ذاتها هدفين لصفر، الرجاء على حساب الفتح الرياضي والجيش على حساب اتحاد يعقوب المنصور، وهو ما مكنهما من اقتسام صدارة الترتيب العام مع الوداد الرياضي ونهضة بركان، ليجد الكلاسيكو نفسه محاطا بهالة من الإثارة منذ البداية لأنه سيحسم بشكل مبكر صراع الريادة بين اثنين من أعتى الأندية الوطنية.
تاريخ المواجهات بين الطرفين لطالما ارتبط بالندية والإثارة، فكل لقاء بين الرجاء والجيش كان بمثابة امتحان للقدرات الفنية والذهنية، ويصعب فيه التكهن بالنتيجة مهما كانت وضعية الفريقين. اليوم يدخل الرجاء بمعنويات مرتفعة بعد الأداء المقنع أمام الفتح، حيث أبان لاعبوه عن انسجام هجومي ودفاعي لافت، فيما يسعى الجيش الملكي إلى تأكيد حضوره القوي بقيادة مدربه الذي يراهن على استثمار خبرة المجموعة واستقرارها للحفاظ على نسق الانتصارات. الجماهير من جانبها تستعد لغزو مدرجات مركب محمد الخامس، في مشهد منتظر أن يضفي على المباراة طابعا احتفاليا يزيد من حرارتها الكروية.
لكن الكلاسيكو ليس وحده من يمنح هذه الدورة قيمتها، فبقية المباريات تحمل بدورها الكثير من التشويق. الكوكب المراكشي، العائد إلى قسم الصفوة بعد سنوات من الغياب، سيكون على موعد مع اختبار صعب حين يستقبل نهضة بركان، أحد الأندية التي أثبتت في المواسم الأخيرة قدرتها على المنافسة محليا وقاريا. الفريق المراكشي استهل عودته بخسارة أمام الوداد، وهو ما يجعله مطالبا برد فعل قوي أمام جمهوره إذا أراد أن يبرهن على قدرته في مجاراة الإيقاع العالي للمسابقة. أما النهضة البركانية فتدخل اللقاء بطموح الحفاظ على موقعها في المقدمة بعد فوز افتتاحي مقنع، وتراهن على خبرة عناصرها واستقرار مشروعها الفني.
وفي العاصمة الرباط، سيخوض اتحاد يعقوب المنصور ثاني اختبار له في القسم الأول، حين يلاقي الوداد الرياضي على أرضية الملعب الأولمبي. اللقاء يبدو على الورق صعبا بالنسبة للفريق الرباطي الذي سقط في الجولة الأولى أمام الجيش الملكي، لكنه يملك فرصة لتصحيح مساره أمام بطل تقليدي مثل الوداد. الأخير يدخل المباراة بطموح تحقيق انتصاره الثاني على التوالي لتعزيز موقعه بين الأندية المتصدرة، ولا شك أن جماهيره تنتظر رؤية فريقها يحافظ على الجدية التي ميزت ظهوره الأول.
جنوبا، يلتقي حسنية أكادير مع المغرب الفاسي في مواجهة تكتسي بدورها أهمية خاصة، إذ يسعى الفريق السوسي إلى الخروج بانتصار أول بعد تعادل في الجولة الافتتاحية أمام اتحاد طنجة، في حين يطمح الماص إلى العودة بنتيجة إيجابية تمكنه من التموقع مبكرا في سبورة الترتيب. مباراة من هذا القبيل تجمع بين فريقين من أصحاب التاريخ والجماهيرية، ومن شأن نتيجتها أن تمنح الفائز دفعة معنوية مهمة.
وفي طنجة، تفتتح الدورة بمواجهة بين الاتحاد المحلي وأولمبيك آسفي، حيث يطمح فارس البوغاز إلى استغلال عامل الأرض والجمهور لتحقيق أول فوز، بينما يتطلع الفريق العبدي إلى تأكيد بدايته الجيدة ومواصلة سلسلة النتائج الإيجابية. اللقاء سيجرى بملعب القرية الرياضية، ومن المنتظر أن يشهد حضورا جماهيريا يليق بعودة الأجواء التنافسية إلى المدينة.
النادي المكناسي، هو الآخر، سيكون أمام تحد لا يقل صعوبة حين يستقبل الفتح الرياضي على أرضية الملعب الشرفي، فالجماهير الإسماعيلية تنتظر من فريقها أن يظهر شخصية قوية في موسمه الأول بعد العودة للقسم الممتاز، خصوصا أن اختبار الفتح لن يكون سهلا أمام فريق يمتلك خبرة وتقاليد عريقة في البطولة.
ولا تخلو بقية المواجهات من طابع خاص، إذ يشهد ملعب أحمد شكري بالزمامرة مباراة محلية تجمع نهضة الزمامرة بالدفاع الحسني الجديدي، وهي مواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات بالنظر إلى تقارب المستويات والرغبة المشتركة في السيطرة على الديربي الجهوي. وفي الخميسات، سيحتضن ملعب 18 نونبر لقاء اتحاد تواركة وأولمبيك الدشيرة، حيث يسعى الطرفان إلى تأكيد جاهزيتهما وتثبيت موقعهما ضمن خارطة الترتيب منذ البداية.
الدورة الثانية من البطولة الوطنية تبدو زاخرة بمباريات متوازنة ومفتوحة على مختلف السيناريوهات، غير أن الأنظار ستظل مركزة بالدرجة الأولى على كلاسيكو الرجاء والجيش، باعتباره امتحانا مبكرا لقياس جاهزية الفريقين المرشحين بقوة للمنافسة على الألقاب هذا الموسم، بينما ستتوزع بقية الرهانات بين أندية صاعدة تبحث عن تثبيت الذات، وأخرى تقليدية تسعى لتأكيد حضورها وتوسيع دائرة المنافسة. ومع توالي المباريات واتضاح ملامح المستويات الفنية، فإن هذه الدورة مرشحة لأن تشكل منعطفا مبكرا في مسار البطولة، وتمنح المتتبعين إشارات أولية حول هوية الفرق القادرة على فرض كلمتها في موسم يبدو مفتوحا على كل الاحتمالات..


الكاتب : الاتحاد الاشتراكي

  

بتاريخ : 16/09/2025