كورونا خارج سيطرة مسلحي البوليساريو : احتجاز المصابين بمخيم في العراء وتخوف من موجة فرار نحو الجوار الجزائري

كشفت وسائل إعلام تابعة للجبهة الانفصالية « بوليساريو» عن خروج الوضع الوبائي بسبب فيروس كورونا عن السيطرة، وأفادت المصادر بأن المتنفذين داخل مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري قرروا أنه سيتم دخول ما أسموه مرحلة ثالثة من الحجر داخل الخيام، وقالت وكالة أنباء تابعة للانفصاليين « الاجتماع ناقش بالدراسة والتحليل الوضعية الصحية الحالية في ظل تسجيل حالات بوباء فيروس كورونا في عدد من الولايات، والتي أصبحت تستلزم تفعيل إجراءات المرحلة الثالثة من التعامل مع فيروس كورونا كوفيد 19، والتي ستركز بدرجة كبيرة على تطبيق الحجر المنزلي على الحالات التي ظهرت عليها أعراض المرض»، والاجتماع المذكور لحاكمي المخيمات بمختلف تراتبيتهم.
ويلف الكثير من الغموض الوضع الصحي للصحراويين الموجودين بمخيمات تندوف جراء تفشي فيروس كورونا، وهو الأمر الذي دفع السلطات الجزائرية إلى تخصيص «مستشفى ميداني» لسكان المخيمات، في ظل عدم توفرهم على البنية التحتية الصحية المناسبة.
وكشفت وسائل إعلام تابعة لجبهة «البوليساريو» أن الجزائر شيدت مستشفى ميدانيا لفائدة السكان الصحراويين من أجل «مساعدتهم في المجال الصحي في ظل أزمة كورونا»، مبرزة أن المستشفى الجديد تم إنشاؤه غرب الولاية التي تطلق عليها «الشهيد الحافظ»، وهو معزز بمختلف الأجهزة الطبية والأدوية اللازمة، وسيشرف عليه أطباء جزائريون.
وحسب مصادر من المخيمات فالأمر يتعلق بخيام تم نصبها وسط صحراء تندوف، ما يعني أن الأشخاص الذين ستتأكد إصابتهم بالفيروس سيخضعون للحجر الصحي وسط هذا الفضاء، في غياب توفر شروط السلامة الضرورية المنصوص عليها من طرف منظمة الصحة العالمية.
وغرد نشطاء معارضون لقيادة الجبهة وضمنهم مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، ثاني أبرز مسؤول أمني بتندوف سابقا، محذرا من حلول كارثة صحية بمخيمات الصحراويين في حال ما تسلل إليها الوباء، وخاصة إذا ما تطور الأمر وتحولت إلى بؤرة وبائية، في ظل انعدام أبسط البنى الصحية والتجهيزات الطبية بالمنطقة.
وفر عدد من السجناء من داخل سجون الجبهة وضمنهم ماليون وجنسيات أخرى بعد تفشي الوباء، حيث شددت عدد من المصادر للجريدة عن تخوفها من موجات هروب كبيرة من المخيمات في اتجاه المغرب وموريتانيا، مما قد يشكل خطرا على الفارين وإمكانية نقلهم للفيروس إلى خارج مناطقهم المنكوبة، والتي تعيش تحت حصار الجيش الجزائري، الذي جعل تندوف منطقة عسكرية مغلقة يمنع مغادرتها إلا لحالات محددة وتهم بالأساس الحاكمين هناك بقوة الحديد والنار، في حين يبقى الصحراويون رهائن في الخلاء، خاصة مع امتناع عدد كبير من المؤسسات الإغاثية عن تقديم مساعدات بعد أن أكدت تحقيقات متواترة أن المساعدات يعاد بيعها في عدة مناطق ولا تعرف طريقها لمن يتم التذرع بحالتهم حيث يستغل وضعهم لإغناء المسلحين ومن يواليهم .
وكان الكولونيل بريستن ماغلوكلن، الخبير الدولي في قضايا الأمن القومي، قال إن “البوليساريو” تستولي على المساعدات الدولية الموجهة للمحتجزين بتندوف من أجل إعادة بيعها، لاسيما خلال الأزمة الصحية الحالية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا.
وأضاف ماغلوكلن، خلال حلقة من برنامج “مع المغرب من واشنطن”، التي بثتها قناة ميدي 1 تيفي، حول موضوع “فيروس كورونا وتأثيراته على أوضاع المحتجزين في مخيمات تندوف بالجزائر” أن آليات توزيع المساعدات الإنسانية بهذه المنطقة لم تتغير منذ قرابة 30 عاما، مشيرا إلى وجود بيانات تعود لعامي 2014 و2015، أعربت فيها مؤسسات أممية وأخرى تابعة للاتحاد الأوروبي وأخرى غير حكومية عن بالغ قلقها من طرق توزيع المساعدات المقدمة، وعمليات نهب وتهريب المساعدات الإنسانية إلى أماكن أخرى خارج تندوف.
وأبرز المتحدث الذي سبق له العمل في بعثة الأمم المتحدة للصحراء “مينورسو”، وزيارة مخيمات تيندوف، أن هناك تاريخا طويلا من سوء توزيع المساعدات الموجهة للمحتجزين الصحراويين بتندوف، مضيفا أن بعض المعلومات تقول إن المساعدات لا تباع في السوق الجزائرية المحلية فحسب بل بعدد من المناطق جنوب الصحراء …


الكاتب : محمد الطالبي - الرباط

  

بتاريخ : 10/08/2020