كوفيد 19 يتسبب في صدمة وحزن شديدين في الوسط الصحي بعد وفاة 3 أساتذة في أسبوع واحد

الدارالبيضاء بين فكّي الجائحة الوبائية: الأرقام في ارتفاع، المستشفيات ممتلئة،
والتعليم الحضوري ينذر بتوسيع رقعة المرض

 

 

قررت الحكومة الاحتفاظ بنفس التدابير الوقائية التي سبق الإعلان عنها والمعمول بها على صعيد عمالة الدارالبيضاء، لمدة 14 يوما أخرى انطلاقا من يومه الإثنين 5 أكتوبر 2020، باستثناء تدبير واحد، وهو المتعلق بالداراسة، إذ قررت فتح باب التمدرس الحضوري في المؤسسات التعليمية بالنسبة لمن اختاروا هذه الصيغة، بالرغم من الحالات التي يتم تسجيلها يوما عن يوم بمؤسسة من المؤسسات، سواء العمومية أو الخاصة، وضدا عن المعطيات الوبائية الخطيرة، التي لا يترجمها أعداد المصابين الجدد، أو حالات الوفيات فقط، التي بلغت أرقاما قياسية خلال الأسبوع الأخير، وإنما كذلك عدد الحالات الخطيرة والتي توجد تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي، هذا في الوقت الذي لم تعد عدد من مصالح العناية المركزة والإنعاش بإمكانها استقبال أي مريض في وضعية صحية متدهورة، بسبب نسبة ملء الأسرّة، وهو ما ينذر بأن الأيام المقبلة لن تكون عادية، وبأن الدارالبيضاء مقبلة على لحظات جدّ عصيبة بسبب الجائحة؟
فيروس كوفيد 19، الذي فتك بأرواح ضحاياه من مختلف الشرائح الاجتماعية والفئات المهنية المختلفة، طال كذلك أجساد أطباء وأساتذة جراحين، وتسبب في وفاتهم، مما خلّف حزنا كبيرا في الوسط الصحي عامة والطبي خاصة، كما هو الحال بالنسبة للأستاذة عبّي، التي تعتبر أول جراحة بالمغرب وأستاذة علم التشريح سابقا بكلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء، والأستاذ حمداني، الأستاذ السابق في أمراض الجهاز الهضمي، الذي خبر المجال الطبي والتكويني، وراكم تجارب جعلت صيته يتجاوز حدود الوطن، حيث تردد كثيرا بأنه أصيب بنزلة زكام يوما قبل وفاته، مما رجح فرضية الاتهام الموجّه للكوفيد بـ «القتل»، ونفس المصير لقيه بروفسور في طب الأطفال، وفقا لما تم تداوله بين مهنيي الصحة بسبب تشابه اللقب مع أطباء وأساتذة آخرين، فضلا عن تواجد أستاذين اثنين في المجال الصحي في مصلحة الإنعاش بسبب الفيروس، هذا في الوقت الذي فارق الحياة طبيب الأسبوع الفارط بأكادير، إلى جانب أطباء قضوا بعد إصابتهم بالداء نفسه؟
وضعية جدّ مقلقة بل ومؤلمة، إذ فقد المغرب العديد من الأطر والكفاءات في مجالات شتى بسبب فيروس كوفيد 19، وفارق الحياة مواطنون بصفة عامة، ذكورا وإناثا ومن مختلف الأعمار، «الأصحاء» منهم، والذين يعانون من أمراض مزمنة على حدّ سواء، بعد إصابتهم بالداء، بينما يواصل عدّاد الإصابة والموت احتساب المصابين والضحايا بوتيرة سريعة يوما عن يوم، خاصة في الجسم الصحي الذي بات مهددا بشكل كبير، وأصبحت منظومة الدفاع ومواجهة الجائحة في خطر، لأن إصابة واحدة في صفوف الممرضين أو الأطباء أو تقنيي الصحة، تعني غيابا عن العمل، إذا لم يقع للمريض أي مضاعفات ويتسبب له ذلك في مكروه غير مرغوب فيه، وبالتالي إضافة عبء آخر على باقي المهنيين، فضلا عن اتساع رقعة الضغط والتأخر في التشخيص والتكفل، وما لذلك من انعكاسات على المرضى والمهنيين المفتوحة التداعيات.
وحذّر عدد من الآباء والأمهات من أن تتحول المؤسسات التعليمية بالدارالبيضاء إلى بؤر لانتشار الوباء، بالنظر إلى غياب عدد من التدابير الوقائية الموصى بها، التي يعرف حضورها تباينا ما بين مؤسسة وأخرى، وعدم احترام مسافة المترين عن أول طاولة ومكان وقوف المعلم/الأستاذ في الفصل الدراسي، إلى جانب التكدس أمام أبواب المؤسسات، كما وقع بالنسبة لامتحانات الأولى باكلوريا. ووثقت العديد من الصور عدم احترام بعض المؤسسات للتدابير الوقائية، كما هو الحال بالنسبة لثانوية مولاي عبد الله، التي فضلت إغلاق البوابة الرئيسية وترك باب جانبي صغير للمرور، بعيدا عن كل الإجراءات الإحترازية مما أدى إلى تكدس التلاميذ وقدّم صورة سلبية، وفقا لما تعكسه الصور التي تتوفر عليها الجريدة، وجعل عددا من الآباء والأمهات يدقون ناقوس الخطر خوفا مما قد تأتي به الأيام القادمة من المؤسسات التعليمية، والتي قد تزيد الطين بلّة، وترفع الضغط على المؤسسات الصحية التي تعاني أصلا من الخصاص والإنهاك؟


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 05/10/2020

أخبار مرتبطة

    عدد الموقوفين على إثر أحداث الخميس بلغ 28 معتقلا   حالة من السخط في أوساط المحيط الجامعي والرأي

أزمة طلبة الطب في المغرب تعد تجسيدًا واضحًا للتوترات المتزايدة بين الدولة وفئة مهمة من الشباب المتعلم المقبل على سوق

أصدر المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، تقريره السنوي الأول خلال ولايته الثانية، عن حصيلة وآفاق عمله لسنة 2023، كمؤسسة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *