تسود حالة من القلق والخوف أوساط آباء وأمهات مجموعة من تلاميذ المؤسسة التعليمية الابتدائية الشهيد البقال، المتواجدة بتراب عين الشق بالدارالبيضاء، بعد تأكد إصابة معلّمة تدرّس المستوى الخامس الابتدائي، التي تقدّمت أمام إدارة المؤسسة يوم الثلاثاء الفارط، وأشعرتها بأنها تعاني من فقدان حاسة الذوق،  فتمت مطالبتها بإجراء الاختبار الذي أكدت نتيجته يوم الخميس إصابتها بفيروس كوفيد 19.
وعلى إثر هذه الواقعة، تم ربط الاتصال بمصالح المديرية الإقليمية التي أوفدت لجنة تتكون من ممثليها وممثلي الداخلية والصحة، وتم التواصل مع أستاذة مادة الفرنسية التي تدرّس باقي تلاميذ نفس المستوى، في إطار التفويج، وتمّ منحها «إجازة» لمدة 7 أيام هي عبارة عن مدة للعزل الذاتي، وتقرّر إغلاق الفصلين، تفعيلا للدورية الأخيرة لوزارة الصحة التي تبيّن المساطر الواجب اتباعها وكيفية التعامل مع «البؤر» التعليمية. قرار اللجنة لم يلق صدى وترحيبا في صفوف الآباء والأمهات، وفقا لمصادر الجريدة، خاصة وأن الأمر يتعلق بالمكوث في المنزل وتناول الدواء لمدة 7 أيام في غياب أية ضمانة على التعافي التام للأستاذة في حال عودتها إلى المؤسسة بعد انصرام هذه المدة، وبسبب عدم إجراء اختبارات الكشف عن الفيروس في أوساط الأطر التربوية والإدارية والتلاميذ، بالنظر إلى أنه كانت هناك علاقات مباشرة وغيرها من التفاصيل اليومية التي تدخل في نطاق التدريس.
وأدى التعامل مع الوضع الحالي باعتماد التكتّم عما وقع والصمت عن إشعار الآباء والأمهات رسميا بطبيعة الوضعية الصحية للمعلمة ولزميلتها، إلى تفشي موجة استياء عارمة وتخوف من إمكانية أن تنتشر العدوى بشكل أكبر وتتسع رقعتها في المنطقة وفي أوساط الأسر، ونفس الأمر بالنسبة لمحيط المعلمة والمتمثل في الأطر التربوية والإدارية، خاصة وأن منهم من يعانون من أمراض ولديهم ضعف في المناعة؟
ودعت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» إلى التعامل مع الوضعية الوبائية الحالية بمنتهى الشفافية وتمكين الآباء والأمهات والأطر الإدارية والتربوية من الحق في المعلومة، وأن يتم نهج المساطر الضرورية لتحصين المؤسسات التعليمية وما يرتبط بها من محيط أسري وغيره من العدوى، مشددة على أن التخوفات التي كان يتم الإعلان عنها من اعتماد نظام التعليم الحضوري لا تزال كلها قائمة وبشكل أخطر، خاصة في ظل الأرقام الوبائية التي يتم الإعلان عنها يوميا والتي تكشف عن حجم التزايد المهول في أعداد المصابين والضحايا الذين يفارقون الحياة من كل الفئات.