صدر عن شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب، مؤلَّفٌ جماعي جديد يحمل عنوان «كيمياء القصيدة: مقاربات في التجربة الشعرية للشاعر أحمد حافظ». أشرف على إعداد الكتاب وتنسيقه الدكتور الحسين أوعسري، وشارك في كتابته عدد من الباحثين الشباب، من بينهم: محمد خيوط، فؤاد صابر، ميلود الهرمودي، عادل القريب، أبو الوفاء البقالي ، جمال الفقير، والحسين أوعسري، بهدف تسليط الضوء على التجربة الشعرية للشاعر المغربي أحمد حافظ بوصفه أحد الأصوات المتميزة في المشهد الشعري المغربي المعاصر.
زين هذا العمل بغلاف فني أبدعه التشكيلي مصطفى أجماع، الذي قدّم رؤية بصرية تنسجم مع روح الكتاب وعمق التجربة الشعرية عند الشاعر. معتمدا على تدرجات لونية نابضة تمتد من الأزرق إلى الأخضر والأصفر والوردي، بينما تحتفي دائرة مركزية محتضنة تداخل خطوط عربية في تشكيل حرّ منسجم رامزا إلى حركة القصيدة وامتدادها. حيث منح هذا الاختيار الجمالي الكتاب بعداً بصرياً يكمّل بعده القرائي النقدي، إذ يترجم بطريقة بصرية مكثفة مفهوم «الكيمياء» الذي يقوم على تفاعل العناصر لإنتاج معنى جديد، تماماً كما تتفاعل الكلمات والصور في شعر أحمد حافظ.
ينبني الكتاب على مقاربات نقدية لثلاثة دواوين أساسية للشاعر: «كيمياء»، «في خفة العنصر»، و»عزلة الكائن».
في القسم الأول، خُصِّصت ثلاث دراسات لديوان «كيمياء»: تناولت ظاهرة الانزياح الدلالي وما تولّده من معانٍ تُغني النص الشعري، لمحمد خيوط . فيما ركّز فؤاد صابر على ثيمة الاغتراب بوصفها انعكاساً لتحولات ثقافية وتاريخية عميقة يعيشها المثقف العربي. أمّا ميلود الهرمودي فقدّم قراءة في شعرية الغموض عبر تحليل البنية اللفظية والجملية للنصوص.
ويُخصِّص القسم الثاني لديوان «في خفة العنصر» من خلال ثلاث مقاربات أيضاً:
يقارب عادل القريب البنية الإيقاعية للديوان، مستعرضاً مستويات الوزن والقافية والتكرار وما تمنحه من انسجام موسيقي. وتتناول الدراسة الثانية الكثافة الدلالية وأبعادها الرمزية والإيحائية. بينما يبرز الحسين أوعسري أثر المغايرة الجملية في توجيه المعنى، مستفيداً من آليات السيميائيات الشعرية.
أما ديوان «عزلة الكائن» فقد تناوله أبو الوفاء البقالي من زاوية التناص، موضحاً كيف يوظّف الشاعر النصوص السَّابقة لإنتاج دلالات جديدة وتوسيع أفق القراءة.
وخلاصة، يكشف هذا العمل الجماعي عن عمق التجربة الشعرية لأحمد محمد حافظ، وعن قدرة الشاعر على صوغ لغة كثيفة تنفتح على الغموض والانزياح والإيقاع المختلف. وتُبرز الدراسات كيف يتحول النص لدى الشاعر إلى مختبر لغوي تتفاعل فيه الكلمات لإنتاج معانٍ جديدة ورؤى مغايرة، مما يجعل هذا الكتاب إضافة مهمة لفهم مشروعه الشعري وتثمين حضوره داخل المشهد الأدبي المغربي.
كيمياء القصيدة: كتاب جماعي يفتح دروبا جديدة لقراءة شعر أحمد حافظ
بتاريخ : 20/12/2025


