يعيش النفوذ الترابي للملحقة الإدارية لاجيروند بتراب عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان في مدينة الدارالبيضاء حالة فوضى عارمة، تتعدد فيها صور الاختلالات والمشاهد الشائنة، التي تسيء للناظرين. بشاعة مجالية هي نتاج لغياب تدبير ناجع لمجلس مقاطعة مرس السلطان من جهة، ولمزاجية في التدخل لممثلة الإدارة الترابية في التعاطي مع الملفات المختلفة، سواء منها التعميرية منها أو تلك ذات الصلة باحتلال الملك العام.
ويعتبر تراب لاجيروند، الذي يجمع بين «المتناقضات»، أحد النماذج المستعصية على الفهم في تدبير احتلال الملك العام، بالنظر إلى أن السلطة المحلية يمكنها أن تخرج في دوريات تحت إشراف رئيسة الملحقة، لطرد بائع متجول مع عربته أو لمصادرة «ميزانه»، علما بأنه قد يكون قد أمضى في ذلك المكان جزء مهما من حياته، وذلك عوض إيجاد حلول وبدائل تضمن الكرامة وتحافظ على لقمة العيش مع الحرص على احترام القانون، لكنها بالمقابل لن تعير اهتماما لفوضى القيساريات في هذه المنطقة والمحلات التجارية الكبرى، التي تبيع مختلف أنواع المنتجات، من ملابس وتوابل ومواد غذائية واستهلاكية متعددة، التي تحتل الرصيف والشارع على حد سواء، دون إغفال المظاهر التي تعرف مدارة لاجيروند نفسها؟
مظهر آخر من مظاهر احتلال الملك العام، الذي لا يتم الاقتراب منه، يتمثل في تطاول أرباب مقاهي وأصحاب «ممتلكات خاصة» على الرصيف بالكامل، والدفع بالراجلين للنزول إلى الشارع مع ما يعني ذلك من إمكانيات للتعرض لحوادث مختلفة، وهو ما يمكن الوقوف على مشاهده على مستوى شارع المقاومة، حيث تقف السيارات الفارهة بكل «تحدّ» فوق الرصيف، أمام مرأى ومسمع من الجميع، ومع ذلك لا تطالها تدخلات لا السلطة المحلية في مجال تخصصها، ولا سيارات القطر التي «تنشط» في محيط سينما «شهرزاد» والأزقة المتفرعة عنها، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول سرّ «المزاجية» في تطبيق القانون؟
لاجيروند .. ملك عام مستباح وتحرير بـ «المزاج»
الكاتب : عادل الدكالي
بتاريخ : 19/12/2024