لاحتوائه على مشاهد للمثلية الجنسية، ومسه بالذات الإلهية وإيمانه بالخلود البشري : فيلم Eternals (الأبديون) المثير للجدل والممنوع من العرض بعدة دول عربية

 

أثار فيلم الأبديونEternals جدلا واسعًا، فيما أسرعت عدة دول عربية وإسلامية إلى منع عرضه بقاعاتها السينمائية، ومنها السعودية والكويت وقطر والأردن وعمان والبحرين ومصر، بسبب احتوائه على مشاهد تم اعتبارها منافية للدين الإسلامي، وأخرى مخالفة لقيم وتقاليد وأخلاق المجتمعات العربية الإسلامية، ومنها أساسا مشاهد للمثلية الجنسية، من خلال تضمينها لزوجين من نفس الجنس (أحدهما مسلم)، وهما يتبادلان القبلات بصور حميمية، إلى جانب مشاهد ظهور إله ومخاطبته، ولم تقبل استوديوهات «والت ديزني»، موزعة الفيلم، حذف هذه المشاهد كشرط من الدول المذكورة لقبول عرض الفيلم بقاعاتها.
فيلم Eternals الذي بلغت تكلفته 200 مليون دولار، فيلم خيال علمي من إخراج نجمة الأوسكار لعام 2021، كلوي تشاو، وتدور أحداثه حول مجموعة من الأبطال الخارقين الذين يعيشون على الأرض منذ آلاف السنين، ويمتلكون الخلود للأبد، بينهم البطلة «ثينا» المحاربة الشرسة التي تمتلك القدرة على تشكيل أي سلاح من الطاقة الكونية، وقد أفادت مواقع أمريكيّة فنية أن الفيلم احتفظ، إلى حدود منتصف نونبر، بصدارة إيرادات السينما في أميركا الشمالية عبر تسجيله 27.5 مليون دولار، ما رأى فيه بعض المتتبعين مجرد محاولة لإثارة فضول العالم، وشكل من التوجهات الأيديولوجية التي يسعى الغرب إلى تمريرها إلى المجتمعات المحافظة.
ويلعب دور البطولة في هذا الفيلم أنجلينا جولي، سلمى حايك، كميل نانجياني، مادونغ سوك، باري كيغان، كيت هارينغتون، جيما تشان وريتشارد مادن، وتنطلق أحداثه من ما قبل ملايين السنين، عندما قدمت كائنات من «السماويين» (Celestials) إلى الأرض للقيام باختبارات على أسلاف الإنسان، وتمكنوا من «إنشاء» بشر عاديين، وكائنات خارقة لا تموت وتتمتع بقوى استثنائية، فيما نتج عن تلك الاختبارات مخلوقات شريرة من «المنحرفين» (Deviants)، جراء جينوم متحور نتجت عنه، من باب الخطأ، تشوّهات في أشكالهم وهيئاتهم، ما تسبب في حدوث عداوة بينهم وبين الأبديين الذين يسعون إلى إنقاذ البشرية بكل الامكانيات الخفية.
ووفق مصادر إعلامية، فقد نال فيلم Eternals «إتيرنالز» حتى الآن الكثير من الانتقادات من جانب من شاهدوه، وأكدوا أنه يمثل انحدارًا كبيرًا في مستويات أفلام شركة «مارفل» المنتجة له، وكم كان مفاجئا أن يسجّل تقييم 50 بالمائة على منصة «روتن توميتوز» الشهيرة لاستبيانات تقييم الأفلام، وهي سابقة غريبة، بحسب ذات المصادر الإعلامية، بالنسبة لأفلام مارفل، والتي بلغ معدّل التقييم الإيجابي لها على الموقع نفسه 80 بالمائة على الأقل، وبينما تُعرف أفلام مارفل بندرة مشاهدة التقبيل والحميمية الجنسية فيها، سجل النقاد تغيّر هذا الموقف نحو مفاجئ بالفيلم المذكور، مع احتمال أن تكون هذه الشركة تسعى إلى التكيف مع مظاهر الإثارة ومتطلبات السوق.
وارتباطا بالموضوع، لم تتأخر الممثلة العالمية، إحدى أبطال الفيلم، أنجلينا جولي، في صب الزيت على النار بإثارتها غضب المتتبعين لتطورات النقاش حول الفيلم، من خلال تصريح لها قالت فيه: «لا أفهم كيف نعيش في عالم اليوم، حيث لا يزال هناك أشخاص لا يرون عائلة «فاستوس»، وجمال تلك العلاقة وهذا الحب»، في إشارة منها لشخصية «فاستوس»، البطل الخارق، الذي يؤدي دوره الممثل براين تيري هنري، وزواجه في الفيلم من الممثل هاز سليمان (المثلي المسلم والعربي الأمريكي)»، وبينما أضافت «أنا فخورة بمارفل (الشركة المنتجة) لرفضها حذف المشاهد المثيرة للجدل» وصفت المعترضين لهذه المشاهد ب «الجهلة».


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 02/12/2021