لاعبو النادي المكناسي لكرة القدم …..مضربون ولكن…

في سابقة لم يتنبأ بها حتى أكبر المتشائمين، ودون سابق إنذار، قاطع لاعبو النادي المكناسي التداريب يوم الخميس 4 أبريل الجاري احتجاجا – حسب الرواية المتداولة – على عدم توصلهم بمستحقاتهم، وبعدها بساعات يرحلون إلى مدينة خنيفرة لإجراء مباراة ودية مع الشباب المحلي، عادوا منها بفوز عريض.
وهكذا فوجئ الرأي العام الرياضي، ومعه كل المتتبعين للشأن الكروي بمكناس، بهذه الخطوة غير المحسوبة التي أقدم عليها اللاعبون أو من كان وراءهم، حيث تسارعت الأحداث بشكل ملفت ومثير للغرابة خلال ثلاث أيام فقط، كانت مقدمتها خروج رئيس الفريق بتصريح للصفحة الرسمية للنادي، اتهم فيه أطرافا معروفة – حسب زعمه –بالإساءة للنادي، دون أن يحدد هويتها، مضيفا أنه حصل على “معلومات خاصة” مفادها أن هذه الجهات تشتغل بالوكالة لمحاربة الكوديم، وتشكك في إمكانية عودته إلى قسم الأضواء؛ وصولا إلى دعوة منابر إعلامية بعينها ومنتقاة بعناية تامة، وربما لمهام خاصة لحضور لقاء صحفي يوم أمس الأحد، قبل أن يتم إلغاؤه في الوقت الميت، وحتى دون إخبار ألمدعوين الذين وجدوا أنفسهم أمام مقر النادي لوحدهم، مرورا كما سبقت الإشارة الى مقاطعة اللاعبين للتداريب، ثم الاجتماع بهم قبيل مغادرتهم لمكناس في اتجاه مدينة خنيفرة.
والأكثر غرابة في سيناريو (مضربون ولكن…) أن رئيس النادي، وخلال استضافته في وقت سابق على محطتي راديو مارس ومدينا إف.إم، صرح أن اللاعبين والطاقم التقني يتوصلون بمستحقاتهم بشكل منتظم، ولا توجد ديون لهم في ذمة الفريق. كما أشاد بتدخلات عامل عمالة مكناس، والتي بفضلها أبرم الفريق مجموعة من الشراكات مع المؤسسات المنتخبة، ونسب إلى شخصه الفضل في تأمين أكثر من 70% من مداخيل النادي؛ مضيفا أن النادي ليس في حاجة للدعم الخصوصي.
كما دعا – في تصريح مماثل – عامل عمالة مكناس، ليس إلى الزيادة في الدعم، بل مساندة الفريق من خلال لم شمل المدينة برمتها، من أجل تحقيق هدف الصعود للدوري الاحترافي الأول.
أين يا ترى يكمن الخلل؟ فبين تصريحات الرئيس وخرجاته الإعلامية وسيناريو مقاطعة اللاعبين للتداريب أشياء غير مفهومة، والخطير والمثير للريبة أن رواية مقاطعة التداريب، أو لنقل إضراب اللاعبين تماشيا مع الحبكة الروائية، يحدث في وقت آمنت فيه المدينة برمتها بقرب تحقيق حلم الصعود، الذي بدأت بشائره تلوح في الأفق، في هذه الفترة المفصلية من مستقبل النادي يقبل اللاعبون على خطوة غير محسوبة، وتحمل في طياتها العديد من الرسائل، في مقدمتها فقدان الثقة وتسلل الشك والريبة وأشياء اخرى.
فأين يمكن تصنيف مقاطعة اللاعبين للتداريب؟ هل هو إنذار، أم مجرد رسالة لمن يهمه الأمر؟ في جميع الحالات يبدو أن توقيتها لم يكن اعتباطيا، لأن جميع السلطات العمومية والقطاعات الحكومية والمؤسسات المنتخبة و… منهمكة في الاستعدادات لاحتضان الدورة 16 للمعرض الدولي للفلاحة واستقبال ضيوفه.
وفي ظل هذه الأحداث مجتمعة يستقبل النادي المكناسي يوم السبت 13 أبريل الجاري جمعية سلا الذي يقبع في مؤخرة الترتيب، فريق يمكن القول أنه وضع قدمه الأولى في القسم الوطني هواة مع وقف التنفيذ. وهو موعد لعشاق وأنصار ومحبي الكوديم للوقوف وراء فريقهم بتشجيع اللاعبين حتى إعلان الحكم عن نهاية اللقاء ، وفرصة ايضا للاعبين لإثبات ذاتهم والإجابة على الأسئلة المعلقة، من خلال تعزيز صدارة فارس الإسماعيلية لسبورة الترتيب دون انتظار نتائج باقي المنافسين.


الكاتب : يوسف بلحوجي

  

بتاريخ : 08/04/2024