الجماهير تسرق الأنظار
من اللاعبين في ديربي «الدخان»
فاجأ لاعبو الوداد والرجاء الرياضيين الجماهير، التي حجت مساء أول أمس الأربعاء إلى مركب محمد الخامس، وكذا ملايين المتابعين خلف شاشات التلفاز، بأداء متواضع لم يرق إلى مستوى التطلعات.
فقد خيم التعادل السلبي على هذه القمة المؤجلة عن الدورة الخامسة من البطولة الاحترافية، رغم أن كل التكهنات كانت تتوقع أداء حماسيا في رقعة الميدان، وأيضا فرجة ولوحات استعراضية بالمدرجات، من طرف الجماهير التي حجت بكثافة إلى المدرجات.
ورغم برودة أجواء اللقاء، التي سبقته بعض التساقطات المطرية، إلى أن اللحوحات الاستعراضية للجماهير، التي تنافست في إبداع لا متناهي، سحرت الأنظار وخطفتها من خلال تيفوهات معبرة، حيث صنعت أجواء احتفالية أكدت أن ديربي البيضاء أكبر من مجرد مباراة كرة قدم، وإنما هو حدث اجتماعي وثقافي يجسد شغف المدينة بالكرة المستديرة.
وكانت المباراة عبارة عن تنافس تكتيكي بين المدربين، تخللتها بعض المحاولات الخطيرة، المحدودة من الجانبين. حيث انطلقت بحذر واضح من طرفين، لأن كل فريق آثر تأمين خطوطه الخلفية قبل المجازفة هجومياً. وبدا الرجاء أكثر استحواذا على الكرة خلال الدقائق الأولى، مهددا مرمى الحارس مهدي بنعبيد بمحاولتين خطيرتين عبر إسماعيل خافي، غير أن يقظة الدفاع الودادي حالت دون تسجيل الهدف الأول.
من جانبه، اعتمد الوداد على الهجمات المرتدة السريعة، وكاد عبد الغفور لاميرات أن يوقع هدف السبق لولا تدخل الحارس المهدي الحرار. وتخللت المواجهة لحظات توقف بسبب الدخان الكثيف الناتج عن إشعال الشماريخ والشهب الاصطناعية، دون أن يؤثر ذلك على الحماس الجماهيري الذي ملأ جنبات الملعب، حيث اضطر الحكم محمد البارودي إلى احتساب عشر دقائق كوقت بدل ضائع.
في الشوط الثاني، ضغط الوداد بشكل أكبر عبر تحركات نور الدين أمرابط على الجهة اليمنى، غير أن صلابة الدفاع الرجاوي ويقظة الحارس الحرار أبقت النتيجة على حالها. وأجرى مدربا الفريقين تغييرات تكتيكية بإقحام معاذ الضحاك وأيوب المعموري وعبد الكريم باعدي من جانب الرجاء، مقابل دخول وليد الصبار وأسامة الزمراوي في صفوف الوداد، لكن التعادل ظل قائماً حتى صافرة النهاية، بعدما أضاف الحكم أيضا في الجولة الثانية 13 دقيقة، بسبب التوقف لأكثر من مرة بسبب الدخان، الذي حجب الرؤية.
وأجمع كل من تابع المباراة أنها لم تقدم ما كان منتظرا منها من الناحية التقنية، حيث كانت بإيقاع عادي جدا، لكنها الجميع استغرب قيام الجماهير بإشعال الشهب بكم هائل، دفاع الحكم إلى إيقاف المواجهة في أكثر من مرة، وكسر إيقاع اللعب، هو ما استنكره المدربان خلال الندوة الصحافية.
بهذا التعادل، رفع الرجاء رصيده إلى 12 نقطة في المركز الأول مناصفة مع المغرب الفاسي، فيما يحتل الوداد المركز الرابع برصيد 11 نقطة مع مباراة مؤجلة.
ويعد هذا اللقاء رقم 140 في تاريخ المواجهات بين الغريمين، إذ انتهت 67 مواجهة بالتعادل، وفاز الرجاء في 38 مباراة مقابل 34 انتصاراً للوداد.
وعرفت المباراة حضور النجم الدولي المغربي حكيم زياش إلى المنصة الشرفية رفقة والدته، في أول ظهور له بقميص الوداد بعد توقيعه عقداً يمتد لموسم ونصف، ما أضفى بريقاً خاصاً على الأمسية الكروية.
وفي المقابل، تلقى الرجاء ضربة موجعة قبيل انطلاق المواجهة بعد إصابة عميده بدر بانون خلال فترة الإحماء، ليغيب عن الديربي بشكل مفاجئ وناب عنه إسماعيل مقدم.

