لافروف يؤكد دعم بلاده لتسوية مستدامة للنزاع في الصحراء المغربية على أساس قرارات مجلس الأمن

أشاد بجهود المغرب لإنجاح الدورة السادسة لمنتدى التعاون العربي الروسي بمراكش

 

أكد وزير الشؤون الخارجية، الروسي سيرغي لافروف، الأربعاء بمراكش، أن بلاده تدعم الوصول إلى تسوية مستدامة على أساس قرارات مجلس الأمن الأممي لتسوية النزاع في الصحراء المغربية.
وقال خلال ندوة صحافية مشتركة مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عقب مباحثات ثنائية في اختتام منتدى التعاون العربي الروسي، «ندعم الوصول إلى تسوية مستدامة على أساس قرارات مجلس الأمن الأممي ذات الصلة، ونحن ننوي مواصلة تمسكنا بهذا الخط المبدئي الهادف إلى التطوير وبلورة القرارات المناسبة» بخصوص قضية الصحراء المغربية.
كما أعرب لافروف عن دعم روسيا لجهود الوساطة للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء، ستافان ديمستورا.
كما أكد وزير الخارجية الروسي أن المحادثات مع ناصر بوريطة، وأشغال المنتدى الروسي العربي أسفرتا عن نتائج ملموسة.
واعتبر لافروف أن المباحثات التي أجراها مع بوريطة كانت «مفيدة جدا»، حيث تمت مناقشة تطبيق الاتفاقيات التي تم إبرامها على مستوى القمة بين جلالة الملك محمد السادس ورئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين، مضيفا أنه جرت مناقشة كيفية «تنزيل إعلان الشراكة الاستراتيجية لعام 2002 وإعلان الشراكة الاستراتيجية المعمقة لعام 2016».
وأوضح أنه تم تأكيد تفعيل الشراكة بين البلدين لإنجاز مقتضياتها في مجالات الاستثمار، والتجارة، والاقتصاد، والطاقة، وتكنولوجيا المعلومات، والطاقة النووية السلمية، والصيد البحري والزراعة، بالإضافة إلى الإمكانيات الواسعة في مجالات الثقافة والتعليم.
وأكد أنه جرى الاتفاق على عقد اجتماع، بداية السنة المقبلة، للجنة الحكومية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والثقافي.
من جهته، أكد ناصر بوريطة، أن العلاقات المغربية الروسية تاريخية ومتميزة بقيادة جلالة الملك محمد السادس والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال بوريطة إن العلاقات بين البلدين تطورت بشكل كبير بعد زيارة جلالة الملك إلى روسيا سنة 2002 والتي توجت بالتوقيع على شراكة إستراتيجية، وزيارة جلالته الثانية سنة 2016 والتي تم خلالها الإعلان عن شراكة متجددة بين البلدين وتحديد خارطة طريق جديدة للعلاقات الثنائية.
وأوضح أن هذه الشراكة المتجددة أعطت دفعة قوية للعلاقات بين البلدين ورسمت أفقا إيجابيا طموحا للتعاون الثنائي.
وعلى صعيد متصل، أكد بوريطة وجود حوار سياسي متقدم ومنتظم بين المغرب وروسيا، مبرزا أن اللجنة المشتركة الثنائية ستنعقد العام المقبل في موسكو، وهو ما سيشكل مناسبة للتوقيع على مجموعة من الاتفاقيات التي ستسهم حتما في تطوير التعاون الثنائي في العديد من القطاعات كالطاقة والمعادن والفلاحة والصيد البحري.
وأضاف أن مباحثاته مع نظيره الروسي شكلت أيضا فرصة لبحث عدد من القضايا المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية.
وتابع أن مباحثاته مع سيرغي لافروف همت كذلك قضية الصحراء المغربية، إلى جانب ملفات أخرى كالوضع في ليبيا والساحل.
وبخصوص النزاع بين روسيا وأوكرانيا، أكد بوريطة على موقف المغرب الدائم والثابت والمبني على ثوابت ومرجعيات واضحة تتمثل أساسا في دعم السيادة والوحدة الترابية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة ونهج الحوار واعتماد مبدأ حسن الجوار ودعم الحلول السلمية في إطار قرارات الأمم المتحدة.
وفي لقاء صحافي مشترك عقد بعد ختام أشغال هذه الدورة مشترك جمع ناصر بوريطة والأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أشاد هذا الأخير بالجهود الكبيرة التي بذلها المغرب لإنجاح تنظيم الدورة السادسة لمنتدى التعاون العربي الروسي بمراكش.
وقال لافروف إن «المغرب بذل جهودا كبيرة لإنجاح تنظيم هذا المنتدى بصورة جيدة، مما سيساهم في تعزيز العلاقات الروسية العربية «.
وأضاف أن « المغرب يعد من شركائنا الأساسيين في القارة الإفريقية والعالم العربي، ولدينا مشاريع مشتركة «، مبرزا أن بلاده تعتزم تطوير شراكتها مع المغرب في عدد من المجالات الحيوية من قبيل الثقافة والمعادن والطاقة.
وبخصوص الوضع في الشرق الأوسط، قال لافروف إن بلاده تواصل، بالتنسيق مع شركائها، وخاصة العرب، بذل مزيد من الجهود من أجل استقرار الوضع على المدى الطويل وإيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي عبر القنوات الدبلوماسية.
بدوره، أكد ناصر بوريطة أن الدورة السادسة لمنتدى التعاون العربي الروسي التي انعقدت بمراكش كانت ناجحة.
وأوضح بوريطة، خلال هذا اللقاء الصحفي المشترك، أن هذا اللقاء الدولي شكل مناسبة لتبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف بشأن العديد من القضايا على المستويين الإقليمي والدولي، وبحث الأولويات المشتركة التي تجمع الجانبين العربي والروسي في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية.
وشدد على أهمية هذا المنتدى سواء على المستوى الثنائي بين الدول العربية أو على مستوى العلاقة بين روسيا والعالم العربي، وكذا بالنسبة للعلاقات المغربية – الروسية، مشيرا إلى أن هذا اللقاء انعقد في سياق دولي متوتر يشهد مجموعة من الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية والصحية.
وأبرز الوزير أهمية الحوار مع روسيا في هذا التوقيت، بالنظر إلى القضايا المطروحة والوضع الدولي الصعب، معتبرا أن روسيا فاعل مهم ولها تأثير على مجموعة من الملفات، لاسيما التي تتعلق بالعالم العربي، وبالتالي فالحوار مع الجانب الروسي له دور وتأثير إيجابي على العالم العربي.
وأضاف أنه جرى خلال المنتدى التطرق إلى القضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتشديد على الحاجة إلى وقف إطلاق النار وإرسال المساعدات إلى القطاع. وفي هذا الصدد، ذكر بوريطة بدعوة جلالة الملك محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس، إلى التحرك الجماعي كل من موقعه لخفض التصعيد ووقف إطلاق النار بشكل دائم وقابل للمراقبة، وضمان حماية المدنيين وعدم استهدافهم، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية بانسيابية وبكميات كافيه لساكنة غزة، وإرساء أفق سياسي للقضية الفلسطينية كفيل بإنعاش حل الدولتين المتوافق عليه دوليا.
وحرص الوزير على التذكير بمواقف المغرب المعبر عنها من طرف جلالة الملك وهي أنه لا بديل عن سلام حقيقي في المنطقة يضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة في إطار حل الدولتين، ولا بديل عن دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ولا بديل عن تقوية السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس أبو مازن.
وسجل بوريطة أن هذا الاجتماع شكل مناسبة أيضا للتطرق إلى ما تحقق في الدورات السابقة للمنتدى التي انعقدت سابقا في موسكو، مبرزا أنه تم تسجيل تطور إيجابي على مستوى العلاقات الاقتصادية بين العالم العربي وروسيا.
وأكد أن الحوار السياسي بين المغرب وروسيا يتسم بالانتظام والإيجابية سواء على هامش المنتديات الدولية أو بشكل غير مباشر، مشددا على أهمية التقارب بين روسيا والشعوب العربية على المستويين الثقافي والإنساني.
وأشار الوزير إلى أن المغرب يعد ثالث شريك اقتصادي وتجاري لروسيا في إفريقيا، مبرزا الرغبة الملحة في تطوير الشراكة الروسية العربية عبر إعادة إحياء المنتدى الاقتصادي الروسي العربي.


الكاتب : الاتحاد الاشتراكي وكالات

  

بتاريخ : 22/12/2023