قبل أن أرتمي عميقا
في أزقة الصيف المتشابهة،
المحفوفة بالصدى ،
الغارقة في وحل أصوات
الباعة المتجولين،
المكتظة بقسمات الغرباء
الفار ين من جحيم الضجر.
أدلف الى الغرفة رقم 15،
أطيل النظر في المرآة
كأني أراني أول مرة،
أكتب رسالة طويلة جدا
الى صديقتي القديمة
ثم أمزقها في اخر حرف
إربا إربا،
قبل أن أثير فضول
الغيوم التي تتكاثف بمحاذاة
رصيف العمر،
وهي تنزل ثقيلة كمرساة
إلى قاع القلب.
تستوقفني أمام مدخل الفندق
عجوز غجرية
كلما حللت هنا،
تقرأ طالعي في محارات
صغيرة،
وتحدثني عن تنبؤاتها
بلغة لا أفهمها،
ترسم في التراب
طائرا أسطوريا بأجنحة
كثيرة وتشير علي
بامتطاء صهوته،
ثم تشيح بوجهها عني.
أدس قطعة فرح في يدها
وأمضي،
كم من شيئ له أن يعبر
الصحراء بدون دليل
وأن يغرف أنفاسه بمشقة
كل مرة،
كأنه في النزع الأخير.