لحظات معراج

أذكرك
مازلت هاهنا… أذكرك
صهوة ريح  أنت… في غيهب التيه
موج شرود أنت عات… أعتليه
أذكرك
حاضرا في الغياب نفحة عطر
معزوفة نياط .. بزقزقة طير…
خميلة ظل في عز الصهد  …
شلال عطر في هجيرة البُعد
أذكرك…
كلما اشتد قيظ الظهيرة
كلما فككتُ عقدة ضفيرة
كلما تعالى العواء
في الليالي القريرة
كلما تبدد نور الفجر
في أدغال الوحشات المريرة
هرعت … ركضت…
أتلمس أطيافك حولي كالضريرة
أذكرك …
عندما تدهسني الخيبات
وتسكنني الأنات
تنبت في حدقاتي مسامير انتكاسات
تصدأ مرآتي …تنتحب البسمات
أذكرك
تينع في أوردة السنين
كريات أحلام ترسمها الآهات
أذكرك
كلما لاحت رياح الكدر
وامتطى الهواء شراع سفينة … وابتدر
كلما انتعلت الدروب ضياع العمر
وارتطمت الأشواق بالصخر والجُدُر
أذكرك
أهرع إلى ركن قَصِيّ
حيث الرُّطَب تقارع مسغبة الحلم
حيث ظلال الصنوبر
تراقص سراب شمسي
والشلالات تذكي ولهي .. تنعش ظمئي
أذكرك
أنفاسك تعبق بها سراديب الخلجان
أطيافك تنير دهاليز النسيان
لك في النبض همس ذكرى
لك في بهو الروح شدو المنى
في العين تمثال حرية بلون الحياة ازدهى
في السمع حفيف أشجار …
خرير جداول تسقي الشريان
أذكرك
هل لي بجناحيك تحملاني
إلى مجاري اللقاء وبحر الآمال
إلى مروج تقتلع انتظارا طال
.تمطط … تمدد…
صفصافا من خَبال
هل لي بجناحيك تحملاني
إلى حيث سلسبيل أماني
توقد شرارة الحياة في عجاف سنوات خوالي
في جذوة قد صدئت من أساي .. من حسراتي
أذكرك
خذني … احملني إلى سدرة المشتهى
إلى أفق رحب في حافة المنتهى
إلى حرية تفك عن المعاصم القيد والوثن
حيث تسطع على جزيرة وهمي
شمس  الضحى


الكاتب : خديجة بوعلي 

  

بتاريخ : 14/07/2022