لطفي بوشناق يتغنى بالمغرب من شعر سميرة فرجي

بقوة شعرها، وجماليته ونوعية مواضيعه، استطاعت الشاعرة المغربية سميرة فرجي الآتية من شرق المغرب العميق، أن تحظى بإعجاب واقتناع الفنان التونسي الكبير لطفي بوشناق الذي قرر تلحين وأداء عدد من قصائدها و في مقدمتها قصيدة «مغرب لا يغرب».
وبالمناسبة عبرت الشاعرة سميرة فرجي عن فخرها واعتزازها بتلحين وغناء الفنان التونسي الكبير لطفي بوشناق لعدد من قصائدها، لأنه ليس مطربا فقط، بل هو شاعر وحكيم رجل مبادئ متواضع ومبدع إنساني ويحب المغرب كثيرا.
«مَغْرِبٌ لا يَغْربُ» قصيدة من روائع الشاعرة سميرة فرجي التي خبرت طويلا عمود الفصيح حتى لُقِّبتْ أميرة الشعراء، والفنان النجم لطفي بوشناق الذي جال في مسيرته الفنية الطويلة والحافلة بين الأغنية الحديثة والموروث الشعبي التونسي، كما تغنى بالقضايا العالمية و العربية، فغنى عن ساراييفو و عن العراق و أطفال الحجارة وعن ثورة سوريا..
«مَغْرِبٌ لا يَغْربُ» أغنية جديدة خرجت إلى الوجود نتيجة ثمرة تعاون فني بين الفنان التونسي لطفي بوشناق والشاعرة المغربية سميرة فرجي ضمن مشروع ثنائي يتضمن أغان أخرى ستظهر قريبا.
قصيدة «مَغْرِبٌ لا يَغْربُ» تتغنى بوطن الفراديس الذي تَنَزَّلَ من جِنانِ السماء وتفرد بالمكارم، جبالٌ شامخاتٌ وبحارٌ لا تنضب نفائسُها، وترابٌ حرٌ فياضٌ مخضبٌ بدمِ الحماةِ السالفين، ورمالٌ سافياتٌ يزهو بها النخلُ الوفي، ودروعٌ واقياتٌ وأيادٍ من حريرٍ ناعمٍ ومن حديدٍ ساخن لتحقيق الأمن والسلام.
« مَغْرِبٌ لا يَغْربُ» هي رسالة حكيمة وقوية من الوطن الأب إلى ابنه الذي يعاديه ويريد اغتصابه وتمزيقه وإضعافه والنيل من وحدته وعزته و كرامته وشموخه.
قصيدة «مَغْرِبٌ لا يَغْربُ» أغنية جديدة يهديها الفنان لطفي بوشناق والشاعرة سميرة فرجي إلى الشعب المغربي والشعوب المغاربية، تخليدا للذكرى 44 لحدث المسيرة الخضراء المظفرة، التي مكنت المغرب من استرجاع أقاليمه الجنوبية و طرد الاحتلال الاسباني منها سنة 1975، قبل أن يتكالب الجيران الأشقاء في محاولة يائسة لزرع الانفصال في الصحراء المغربية وفصلها عن وطنها الأم، تقول الأغنية في أحد مقاطعها:

وأنا الجِبالُ الشَّامخاتُ أنا المدى
وأنا الترابُ الحُرُّ فيَّاضُ السَّخا
وأنا الرمالُ السافِياتُ على الرُّبى
وأنا الدروعُ الواقياتُ أنا الحِمى
وأنا أيادٍ مِنْ حريرٍ ناعمٍ
وأنا أيادٍ من حديدٍ ساخنٍ
أبنيَّ ماذا ترتجيه مِنَ الندى
أولا ترى إنِّي لِأَجلكَ ها هنا
وأصون حَوْضَكَ مثلَ لَيْثٍ كاسرٍ
والراية الحمراء تشهدُ أننا

وأنا البِحارُ نفائِا لا تنضبُ
بدمِ الحُماةِ السالفينَ مُخَضَّبُ
يزهُو بها النَّخْلُ الوفيُّ الأحدبُ
وأنا السَّلامُ على جبينِكَ يُكتبُ
ترْعاكَ في جنحِ الظلامِ وتتغبُ
مِن أجلِ أمنكَ تستطيلُ وتضْرِبُ
هل بعدَ هذا العزِّ شيءٌ يطلَبُ
جسدٌ على جمرِ الغضا يتقلّبُ
فمتى رأيْتَ عرينَ ليثٍ يغضبُ
في أرضنا الخضراء طودٌ أشهبُ.


الكاتب : مراسلة خاصة