لطيفة بنشريف تنقل معاناة مريضات سرطان عنق الرحم إلى قلب البرلمان

تحوّل سؤال النائبة البرلمانية لطيفة بنشريف حول سرطان عنق الرحم، في لحظة صادقة، إلى شهادة إنسانية مؤلمة عن واقع تعيشه آلاف النساء بعيدًا عن دفاتر الإحصاء ونشرات المؤشرات.
فعند طرحها سؤال عن معاناة النساء مع سرطان الرحم ، باسم الفريق الاشتراكي–المعارضة الاتحادية، لم تستطع بنشريف إخفاء تأثرها، إذ دمعت عيناها وهي تتحدث عن نساء يمتن بصمت، وعن أمهات في مقتبل العمر يرحلن تاركات أطفالًا في مواجهة اليتم، فقط لأن المرض كان أسرع من المساطر، وأقسى من لغة “تحسن المؤشر”.
الوزير تحدث بالأرقام: تراجع في نسب الإصابة، سياسات وقائية، برامج تلقيح وكشف مبكر، ومراكز علاج متخصصة. لكن لطيفة الشريف أعادت النقاش إلى نقطة أكثر إيلامًا، حين شددت على أن ما يقارب 3500 مغربية يفقدن حياتهن سنويًا بسبب سرطان عنق الرحم، أي عشرات النساء كل يوم، بعضهن لا يمنحهن الزمن فرصة حتى للوصول إلى العلاج.
كانت الدموع، في تلك اللحظة، لغة احتجاج. احتجاج على اختزال المعاناة في نسب مئوية، وعلى تحويل الحق في العلاج إلى ملف يخضع أحيانًا لمنطق “المؤشر مرتفع” أو “الطاقة الاستيعابية غير كافية”. فبنظرة واحدة، كما قالت، إلى الجناح 40 بالدار البيضاء، يمكن لأي مسؤول أن يفهم أن النقاش لا يتعلق فقط بالاستراتيجيات، بل بأجساد منهكة تنتظر دورها في العلاج، وبنساء يفارقن الحياة قبل أن يصلن إلى ذلك الدور.
ودعت النائبة الوزير صراحة إلى زيارة هذا الجناح بصفته فضاءً استشفائيًا وأيضا مرآة لسياسات الصحة العمومية على أرض الواقع. هناك، حيث تتكدس المعاناة، وحيث تتحول أيام الانتظار إلى خطر قاتل، يتبين أن التراجع في المؤشرات لا يعني بالضرورة تراجع الألم.
وفي تعقيبها، شددت النائبة لطيفة بنشريف على أن الأرقام والمؤشرات، رغم تراجعها، لا تعكس معاناة الأسر التي تفقد نساء في مقتبل العمر، معتبرة أن التركيز على المؤشرات وحدها لا يكفي أمام واقع وفيات مستمرة. كما دعت إلى توسيع نطاق التلقيح ليشمل الفتيات والفتيان معًا في سن مبكرة، مستحضرة تجارب دولية نجحت في القضاء شبه التام على سرطان عنق الرحم بفضل تعميم التلقيح.
وأكدت في ختام مداخلتها أن عدداً من النساء يفقدن حياتهن قبل الاستفادة من خدمات العلاج المتخصصة، مطالبة بتسريع وتيرة الوقاية والتلقيح والتكفل، بما يضمن حماية صحية فعلية للنساء، بدل الاكتفاء بالرهان على تحسن المؤشرات الإحصائية.

 


الكاتب : محمد اليزناسني

  

بتاريخ : 24/12/2025