لعنة غباء

ذات غباء…
طرقت بابي الرياح
فتحتُ المدى على المصراعين
فرشت الرمل على جنبات السماء
لقنت النجمات رقصة…
رقصات
على خصرها وضعت خيطا رفيعا
بألوان قزح

ذات غباء
قهقهت فرحا
حتى تصدعت من قهقهاتي
عتمات المساء
انتشيت برذاذ الموج
حتى حلقت في الجفون
الفراشات

ذات غباء
كنتَني.. كنتُك
صورة الروح على المرآة
لم إذن يتسربل وهج الشروق بالفناء؟!
لم لا يركب صهوة الخلود والبقاء ؟!
ذات غباء آمنت أننا سنثمل إلى ما لا انتهاء
أن زمرد الشمس يزين ضفائر
النهر وظلال الجريد والنخلات
تهديها للبدر… يلثمها
يمحو من على الوجنتين زبد الوعثاء
يرسم بفرشاة الغسق
بألوان الطيف
لوحة جوكندا و عشاء زاهيا
لن يكون آخر العشاءات
لقاء لن يكون آخر اللقاءات
في عرف ما يغزل الشريان
من أمنيات
في عرف ما يخنق الصمت
من نداءات
ما يجدل الريح من حزن ومسرات

ذات غباء
أطل الفجر باردا… جافا…
أجوف ينتعل الفراغ
يهشم عقارب الجذل
بمعاول الغول /الضياع
يقذف المحصنات من السنابل الفارهات
يحرم القطط من عذوبة النط
ورقرقة المواء
ذات غباء
تنكر العطر للورد
أدار الغيم الظهر للأمداء
قطرات المطر المنتشية بالطين
أخبرته أن الأصل سراب
مقصلة الحقيقة :الغباء
يجلدها آلاف الجلدات
يسقيها جرعات
تخدر القمر
يهب نفسه للأرض طوعا…
سهوا… وبغباء


الكاتب : خديجة بوعلي

  

بتاريخ : 09/12/2022