لغتي «عروس من الزنج»

حتى أنا ،
لغتي « عروس من الزنج»
أصلاً ، هل أنا شاعر إفريقي؟
ظاهريا: بشرتي قمحية، أو لعلها. ولكن، دمي لا هو أزرق ولا هو أبيض. دمي أسمر أو لعله. أيضا ، مسقط رأسي كان في فاس. ولكن أول ما نبست به أقدامي كان في تمبكتو. من يكذبني؟ رغم هذا وذاك، لا أثر لاسمي، لا في أي دراسة تعنى بالشعر الإفريقي، ولا في أي أنطولوجيا تخص الشعراء الأفارقة. هل أسأل أنا بدوري: ما معنى هذا؟ أم أن المسألة من أساسها لا تحتاج سوى إلى تغيير زاوية النظر؟
مهما كان، هنالك استثناءان:
1) مجاورتي للشاعر الكاميروني Paul Dakeyo أثناء مهرجان الشعر العربي الإفريقي الذي نظمه بيت الشعر في المغرب في مدينة زاكورة أيام 19 ، 20، 21 مارس 2011.
2) مجاورتي للشاعر السينغالي Cheikh Tidiane Gaye في مهرجان Mihai Eminescu العالمي للشعر الذي أقيم في سنة 2022 في مدينة Craiova برومانيا.
بالمقابل، التصقت باسمي صفات اعتبارية، وأخرى لا، أقتصر منها على ما يلي : «شاعر مغربي»، «شاعر عربي»، «شاعر متوسطي»، «شاعر الأعالي» .
مبدئيا، لا اعتراض. ولكن، حبذا لو كان من بينها كذلك «شاعر إفريقي»، أو على الأقل: «شاعر القارة السمراء»! حبذا إذن لأكثر من سبب، أدناها: حق الأرض (Droit du Sol)، حق الدم (Droit du sang)، الرطانات المتداولة، والإرث الطوطمي المشترك منذ ليل الأزمنة .
بهذا المعنى، وللتو: هنالك حبل سري ممتد بين فاس وتمبكتو، وبالتالي بين شعريتين متداخلتين، بالغريزة وبالضرورة: شعرية الهنا وشعرية الهناك. وللبوصلة أن تلتقط التفاصيل، حيثما دارت حول نفسها، تماما مثلما يدور أي كناوي مولوع في إحدى حلقات ساحة جامع الفنا.
من هذه الزاوية، وسواء هنا أو هناك، هكذا هي الدوال. وما أكثر الأدلة: فيلة، نمور، أسود، ذهب، ملح، طلح، كثبان، رمال، أقنعة، وشم، قنص، سراب، قوافل، غابات استوائية، وأخرى لا.
ليتني ساحر إفريقي كذلك! كنت إذن أشرت بسبابتي هذه، ليس فقط إلى شجرة النسب التي تنتمي إليها قبيلة الشعراء في قارتنا السمراء هذه، ولكن كذلك إلى الغابات التي تظهر من ورائها، والتي تحتضن حفلات رقص لا تنتهي حول نار الشعر المقدسة Abracadabra..
هكذا هو الطقس. وهذه هي أهم القواسم المشتركة:
• التشبث بالهوية الإفريقية، والتعبير عنها بقوة في الحياة وفي الشعر.
• إدانة العبودية والعنصرية والاستعمار: قديمه وجديده .
الالتزام بالدفاع عن حرية التعبير والمساواة والحق في الاختلاف.
• الحلم بمستقبل أفضل، لإفريقيا وللبشرية.
بهذا المعنى، وبقوة الأشياء، سألغي جميع التحفظات. وأقول بملء فمي: أنا شاعر إفريقي. لم لا، ولغتي حتى أنا «عروس من الزنج «؟ هكذا كانت . وهكذا سوف تبقى. هل أتمتم أكثر ؟ إذن:
Tam Tam
Tam Tam


الكاتب : محمد بنطلحة

  

بتاريخ : 24/11/2025