شدد المشاركون في اللقاء المفتوح حول موضوع «تسويق الفيلم القصير، الإكراهات والحلول المقترحة» يندرج ضمن أنشطة الدورة الثامنة لمهرجان فاس لأيام فاس للتواصل السينمائي تحت شعار «لنتواصل سينمائيا» يوم السبت 21 دجنبر، على ضرورة إخراج بشكل عاجل سياسة شمولية للقطاع السينمائي، تنظر للقطاع بجميع جوانبه(الاستغلال، التوزيع، الإنتاج، العرض، دور السينما…).
وأكد الناقد السينمائي أحمد سيجلماسي في لقاء معه، أن ليس هناك حلول سحرية بدون إخراج سياسة سينمائية، وإلا فإن الوضع سيظل على ما هو عليه، ودعا الناقد السينمائي من موقعه إلى ضرورة تكتل المخرجين الشباب من أجل المطالبة بخلق فرص لعرض أفلامهم، كما دعا إلى البحث والتفكير في صيغ جديدة للتوزيع والتسويق.
وأشار الناقد السينمائي، إلى أن في غياب سياسة سينمائية شمولية سيعقد الوضع أكثر، وسيظل الفيلم القصير والطويل مهمشين، وذلك في غياب أي صناعة سينمائية بالمغرب، حيث أن الواقع العملي أفرز تجارب سينمائية للأفلام القصيرة والطويلة، في حين أن الفيلم الوثائقي حظوظه في التسويق بعيدة جدا.
وتحدث الناقد السينمائي في مداخلته، عن الوضع الحالي للسينما بالمغرب بعد أن تقلصت دور العرض من 247 قاعة سينمائية في ثمانينيات القرن العشرين إلى 32 قاعة سينمائية في الوقت الحالي، بالإضافة إلى تراجع عدد الموزعين من 40 إلى ثلاثة أو أربعة موزعين بالمغرب، وضعف الجمهور حيث يسجل أقل من مليوني مشاهد، في الوقت الذي كان هذا الرقم يتجاوز 40 مليون مشاهد يقتنون التذاكر بشكل مستمر، وأرجع هذا التراجع في الإقبال على مشاهدة الأفلام السينمائية من قبل الجمهور إلى غياب تربية فنية في المدارس والمؤسسات الجامعية وكذا تراجع دور الأندية السينمائية، حيث أن هذه المؤسسات كانت تلعب دورا مهما في تربية الجمهور على مشاهدة الأفلام والعروض الفنية من مسرح وتشكيل وغيرها من الأجناس الفنية منذ الصغر.
وتناول الناقد السينمائي الأفلام القصيرة، مؤكدا أنها تعاني الأمرين في التوزيع والمشاهدة، حيث أن مشاهدتها تقتصر على بعض المهرجانات السينمائية، مشددا على ضرورة منح الفيلم القصير فرصة للعرض والمشاهدة في دور السينما وعلى شاشات القنوات التلفزية.
ودعا الناقد السينمائي الشباب الحالي إلى التفكير في طرق جديدة لتوزيع وتسويق أفلامهم من خلال استغلال فرص شبكة الأنترنيت، كما دعا الناقد أحمد سيجلماسي، إلى ضرورة إحداث في كل جهة قاعة للفن والتجريب من أجل منح الشباب فرص لعرض أفلامهم واللقاء مع الجمهور.