ضمن أبرز لحظات الدورة الثلاثين لمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، التي تحتضنها العاصمة من 8 إلى 14 نونبر 2025، يلتقي عشاق السينما والفكر صباح الاثنين 10 نونبر، ابتداء من العاشرة والنصف بقاعة الفن السابع، مع المفكر والسينفيلي الدكتور محمد نور الدين أفاية، في لقاء مفتوح يؤطره المخرج والسيناريست محمد مفتكر، احتفاء بمسار أحد أبرز الأسماء التي جمعت بين العمق الفلسفي والرؤية الجمالية للسينما المغربية.
ويأتي هذا اللقاء في سياق تكريم أفاية خلال حفل افتتاح المهرجان بمسرح محمد الخامس، اعترافا بمكانته المتميزة في الحقلين الثقافي والفني، وبمساره الغني الذي أثر في أجيال من الباحثين والمبدعين.
وحسب تدوينة لمحمد مفتكر، فإن الحوار مع أفاية سيستعيد تجربة فكرية شكلت منعطفا في تاريخ النقد السينمائي المغربي، من خلال كتابه «الخطاب السينمائي بين الكتابة والتأويل» الصادر سنة 1988، الذي يعد أول مؤلف مغربي وعربي حول السينما باللغة العربية. ويعتبر مفتكر أن لقائه المبكر مع هذا الكتاب كان حاسما في مساره الفني، إذ فتح له آفاقا جديدة لفهم العلاقة بين الصورة والفكر، وظل أثره حاضرا في تجربته الإخراجية إلى اليوم.
وسيتوقف اللقاء عند مدى تأثير هذا الكتاب في مسار المخرج المغربي، وعند الطريقة التي يرى بها أفاية اليوم تجربته الفكرية بعد مرور سبعة وثلاثين عاما على صدور مؤلفه الأول، في لحظة تستدعي التأمل في تطور الخطاب السينمائي المغربي بين جيلين من المبدعين.
ويذكر أن الدكتور نور الدين أفاية، كما جاء في موقع المهرجان، يعد من أبرز المفكرين المغاربة الذين جمعوا بين البحث الأكاديمي والممارسة النقدية، حيث أسهم بعمق في تطوير الفكر الفلسفي وتحليل الخطاب السينمائي، كما أثرى النقاش الثقافي من خلال كتبه ومحاضراته المتعددة.
أما المخرج محمد مفتكر (60 سنة)، فقد بصم المشهد السينمائي المغربي بأعماله الروائية المتميزة مثل براق (2009)، جوق العميين (2014)، وخريف التفاح (2020)، إلى جانب مجموعة من الأفلام القصيرة التي حملت بصمته الجمالية الخاصة.
هكذا، سيكون جمهور الرباط على موعد مع لحظة فكرية وإبداعية فريدة، تجمع بين مفكر ومخرج، بين من قرأ الصورة بعين الفيلسوف، ومن صنعها بروح السينمائي، في حوار يختزل مسار جيلين جمعهما عشق الفن وأسئلة الوعي.