للشعراء فقط .. حوارية حول الشعر وقضاياه مع الشاعرة بلقيس بابو

الشعر عند البعض فقد هويته وتحول إلى مرادف للهذيان

 

o o ما معنى أن تكون شاعرًا في الألفيّة الثالثة..؟

n n أن تكون شاعرا في الألفية الثالثة معناه أن تظل مؤمنا بإنسانية فعل الإبداع، أن يولد الشعر في أعماقك في زمن تحولت فيه الثقافة عموما إلى منتوج آلي خال من دفء الإحساس الإنساني وصدق التجربة، شعر يتم بضغط على زر الهاتف أو الحاسوب في عهد الانترنيت وفضاءات التواصل والذكاء الاصطناعي.

o o هذا جميل، لكن ماذا لو كنت غير ذلك..؟

n n إن كنت غير ذلك، فمعناه أنني كائن آلي بلا روح وبلا مشاعر وبالتالي  يصبح الشعر مجرد كلام آلي مصطنع  بلا روح ولا طعم ولا صدق ولا تأثير.

o o بهذا المعنى، ما الذي يعنيه لك الشعر..؟

n n بهذا المعنى فالشعر بالنسبة لي فعل إنساني بامتياز إنه صوت الأعماق الذي يصعد من داخل الذات الإنسانية، إنه وليد المعاناة والتجارب الإنسانية لا يمكن  أن يجرد من هاته المشاعر والأحاسيس والقيم الإنسانية المفعمة بالحياة.

o o والقصيدة..؟

n n القصيدة في تقديري وبناء على تجربتي الخاصة، هي منجز إبداعي في لحظة ما، يحضرك فيها الإلهام، فترسمها كلوحة بالكلمات وتشحنها بالإيحاء والرمز وتغذيها بالصور البيانية وبرنين الإيقاع وعذب الأوزان، وتشحنها بآمالك أو آلامك أو أحلامك ورؤاك حتى تحمل معها القارئ  على أجنحتها فيشاركك الحلم  والإنشاد في تفاعل فني صادق وجميل.

o o وقصيدة النثر..؟

n n قصيدة النثر في نظري،  عبارة عن مخاض فرضته الرغبة في تطوير شكل القصيدة كي يستوعب مستجدات الحياة المعاصرة وتطور التجارب والأفكار الإنسانية، لكن البعض أساء استخدامها تحت مبرر أن الشعر قرين الحرية، مما أفقد الشعر هويته فتحول إلى مرادف للهذيان و أصبحت القصيدة عند البعض مثل جنين ممسوخ بلا معالم.

o o والشعراء في زمنك، كيف تنظر إليهم..؟

n n الشعراء طبقات كما قال النقاد العرب القدماء، منهم من يحافظ للشعر على هويته الفنية والجمالية ومنهم  من هم دون ذلك، والمؤسف أن هؤلاء يشكلون الأغلبية في زمن السرعة وفضاءات التواصل الاجتماعي.
o o بهذا المعنى، أنت وجه آخر للقصيدة .. ؟ ما رأيك .. ؟

n n لنتفق أولا أن للقصيدة كما للوحة التشكيلية وللمجسم المنحوت وغيرها من الأشكال الفنية وجها واحدا، إذا كان المقصود بذلك تلك المقومات الفنية ، أما من حيث اختلاف الأساليب و الرؤى و الأفكار والمواقف، فمن الطبيعي ألا أكون نسخة مكررة لغيري بل ولنفسي أيضا ..

في السيرة الأدبية :

من مواليد مدينة القصر الكبير بالمغرب
خريجة كلية الطب سنة 2000
أخصائية أمراض القلب والشرايين منذ سنة 2007 .
تكتب في الشعر والقصة، نشرت نصوصها  في عدة مواقع ومجلات عربية وعالمية بباريس وأستراليا
صدر لها:
– ديوان شعري ( قصيدة النثر ): رقص النوارس
عن دار النشر  الإخوان السليكي/المغرب.
– مجموعة قصصية  واقعية : «يوميات طبيبة» عن اسكرايب للنشر والتوزيع بالقاهرة
– صدر لها   ديوان شعري جديد «نبض آخر « عن دار النشر خطوط و ظلال و مجموعة قصصية « أرجوحة الأحلام « عن نفس الدار.
– رواية «خطى عمياء « عن دار سليكي أخوين


الكاتب : أجرى الحوار : إدريس علوش

  

بتاريخ : 12/06/2025