على مقربة من نفسي
أحاول لمس
روحي
كأنها مبعدة
بشكل
مقصود
لا أستطيع التجاوب
مع حديث
الأصدقاء
أسمع صراخا في البر
أسمعه أيضا
في البحر
لعل الهمس الضئيل
الذي
يمر خافتا
على حاشية الأذن
قادم
من فجوة في قبر غزة
وحده
يقول لي شيئا مهما
هناك
مطر أحمر
ومطر
يشبه الماء
ليته كان
ماء
لولا الغيمة
التي أطلت من
أجفان
أرملة ثكلى
تخيط ثقب الأوزن
بأصابع من نحاس
****
أنا
هنا
ما زلت قابعا
أشاهد بشاعتكم حرفا حربا
الحياة خراب
هناك
أحذية تطارد أقدامها
وأخرى
تبحث عن
أقدامها المتلفة
وسط
أصداء الموتى
أنا هنا
بعيني الذابلتين بالحزن
وأصابعي المرتعشة
حنقا
أضمد جراحي الثقيلة
وألعن فيكم
شعارات
السلام
وحقوق الإنسان
لست وحيدا
أنا مع كائناتي البسيطة
أدردش أحيانا
مع الريح
الصديقة الأزلية
أتبادل الحياة مع
أصدقائي الموتى
أبسط
ابتسامتي العريضة
للظلال الراقصة
على أحزاني
لست وحيدا
في هذا الجسد الانفرادي
أنا مع
أشيائي الدائرية
والمسطحة
نتبادل الأدوار
تكتسحني تارة
وأنفخ فيها
رمادي كلما انطفأت
شموسي
لست وحيدا
كما تدعي بعض الآلهة
تحيط بي
ملفوظاتي المرئية
والخفية
أبدا
لن أخضع
لطواغيت القبح
والدمار