ليلة الشعر والملحون في حدائق «قصر البديع» بمراكش

استضافت حدائق قصر البديع جمهور دار الشعر بمراكش، في أمسية شعرية ماتعة التقى فيها الشعر ب»ديوان المغاربة» فن الملحون، وذلك ضمن برنامج الدار «الشعر في المآثر التاريخية» وبتنسيق مع المديرية الجهوية لقطاع الثقافة، مراكش اسفي، ضمن فعاليات المعرض الجهوي للكتاب بمراكش (الدورة12). وشهدت ليلة الأحد 30 أكتوبر حضورا لافتا لمحبي الشعر من مختلف الأجناس، حيث أصبغ الشعراء، على لحظة الإلقاء، أثرا جماليا في استحضار لرمزية المكان ومجازات القصيدة.
برنامج «الشعر في المأثر التاريخية»، والذي اختارت دار الشعر بمراكش ضمن استراتيجيتها الخروج بالشعر إلى الفضاءات العمومية أن يكون فضاء مباشرا للقاء جمهور الشعر،  أضحى موعدا قارا موزعا بين فضاءات تاريخية تزخر بها مدينة مراكش أيقونة المدن الكونية. قصر الباهية والمنارة وقصر البديع، والعديد من رموز التراث الآثري الإنساني حيث يتجمع يوميا المئات من الزوار من مختلف الجنسيات. وهكذا التقى الشعراء: خالد الذهيبة وليلى عبدالجبار وابراهيم قازو ونوفل السعيدي وفرقة «ديوان المغاربة» لفن الملحون بين أسوار قصر البديع التاريخي، في لحظة شعرية وفنية وتحت ظلال أشجار حدائق الشعر بمراكش.
شعراء فقرة «الشعر في المآثر التاريخية» جمعهم أفق موحد، إذ اختاروا قراءة قصائد تحتفي ب»عزلتهم» وبالحرف والذات وانجراحاتها. من بورتريه مضاد للشاعر خالد الذهيبة، حيث «مخلوقات العزلة» تذهب في اتجاه كتابة مصيرها الفجائعي. فيما يقر الشاعر ابراهيم قازو أن قصيدته تبحث عن «تأبين العالم»، والفرح يشبه قصيدة لم يقرأها أحد، قصائد قصيرة مضمخة بالتكثيف البلاغي. أما الشاعرة ليلى عبدالجبار، القادمة من مدينة الشماعية والتي أضحت مشتلا للزجل المغربي وأعلامه، فاختارت إطلالة على ذاتها وصوتها في محاولة «للمصالحة مع العالم (ومع الدنيا). وختم الشاعر نوفل السعيدي، ديوان البديع بقصر «البديع»، محملا بشوق القوافي منتقدا وصارخا ضد الخواء، منتشيا بحرفه وأفق كلماته وقصيدته ليخص الجمهور، في الختام، بقراءة نص «زجلي» في موضوع الحب لأول مرة.
ليلة «الشعر في المآثر التاريخية» احتفت ب»ديوان المغاربة» فن الملحون، وقدم الفنان والباحث أنس الملحون لحظة فنية التئم خلالها بعض من رموز هذا الفن بمدينة مراكش. وبين الفينة والأخرى، يؤطر كل فقرة فنية بتقديم خاص عن النص الشعري ومقاطعه ودلالاته، فيما قدمت الفرقة، والتي تشكلت من 14 فنانا، منتخبات من «ديوان المغاربة» أضفت المزيد من الإبداع على ليلة قصر البديع وكأنه استعاد ليلتها «نقائشها الشعرية الضائعة».


بتاريخ : 05/11/2022