احتضنت مدينة الرباط، أشغال المؤتمر الدولي حول موضوع «تفكيك خطاب التطرف» بمشاركة نخبة من العلماء والباحثين والباحثات من داخل المغرب وخارجه.
وناقش المؤتمر الذي نظمته الرابطة المحمدية للعلماء على مدى يومين بشراكة مع رابطة العالم الإسلامي، دور العلماء في مواجهة التطرف وتفكيكه، واستراتيجية التحصين والوقاية من التطرف وتقويم وسائل مقاومة التطرف العقلية والعلمية والإعلامية.
وسعى هذا المؤتمر الذي نظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، إلى دحض المعتقدات الفاسدة التي يقوم عليها الفكر المتطرف مع اقتراح أساليب علمية ووسائل عملية لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة بالمنهج السليم .
وفي كلمة خلال افتتاح أشغال المؤتمر أكد الامين العام للرابطة المحمدية للعلماء أحمد عبادي،أن هذا الملتقى الدولي يستهدف الاشتباك المضموني مع الخطاب المتطرف من أجل تفكيكه وبيان عيوبه والتحذير من مهاويه بشكل منطقي متعقل مع الاخذ بعين الاعتبار كل الجوانب والجهود لمواجهة هذا الفكر المتطرف .
وأبرز عبادي، أن التطرف مسألة متعددة الابعاد، فهناك البعد الأمني الذي نبغت فيه المملكة المغربية، و البعد المرتبط بالرعاية الاجتماعية من خلال نهج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، ثم البعد المضموني العلمائي وهو الذي سيعكف عليه هذا المؤتمر من أجل بيان المنهاج الذي ينبغي تبنيه للتعاطي مع الظاهرة بشكل راشد .
من جهته أكد الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد الزايد، أن التطرف قضية فكرية تنعكس بسلبياتها على السلوك العام والعلاقات الإنسانية، وينبغي ان تتجه الجهود في مواجهتها الى العقل والأفكار والبحث عن مكامن الخلل، وهي المهام الموكولة للعلماء والهيئات الشرعية مبرزا أن الفكر المتطرف يسبب الكثير من المشكلات للأمة الإسلامية التي تحتاج إلى وحدة شاملة في مختلف مقومات الحياة.
وأشار الزايد إلى أن الغلو والتطرف الذي انتشر بين بعض الشباب لم يزد الأمة الإسلامية إلا رهقا وانتكاسا مما يستدعي تنسيق الجهود من خلال هيئات العلماء والتمسك بوسطية واعتدال الاسلام وعدم الأخذ بالتأويلات الخاطئة عن الاسلام الذي هو براء من التطرف والغلو.
من جانبه أكد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو- عبد العزيز بن عثمان التويجري، أن خطورة التطرف تأتي من كونه انحراف في الفهم وفساد في الاعتقاد وشذوذ في السلوك وانفلات من القواعد والضوابط وخروج عن القوانين وتمرد على قيم المجتمع وثوابته مبرزا أن التعامل مع التطرف للقضاء عليه ودرء مخاطره عن المجتمع ينبغي أن يسير في اتجاهات ثلاثة، المحاربة الأمنية المتعددة الجوانب، والمعالجة الفكرية بأساليب حكيمة لإبطال الاعتقادات الدينية المغلوطة والحجج الفقهية الباطلة التي يتسند إليها التطرف، وتجديد مناهج التعليم وتجويدها لتقدم المعلومات الصحيحة عن سماحة الدين ويسره وتقويم برامج الإعلام وتوجيهها لنشر القيم الاسلامية السامية والأخلاق الفاضلة التي تنمي في العقول والنفوس الاعتدال والوسطية والبعد عن الغلو والتطرف.
وقال التويجري ،إن تفكيك خطاب التطرف عملية أوسع من التحليل النقدي وأعمق من البحث عن المفاهيم وتقييم الأفكار، إنه تقويض للأسس الهشة التي يقوم عليها التطرف واجتثاث للإرهاب من جذوره ومحو لآثاره وتطهير للمجتمعات ، إنها عملية مركبة ومعقدة يجب أن تحظى بالاهتمام البالغ وأن يتصدى لها الصفوة من المفكرين والعلماء لتدارس هذه القضية ورسم خريطة الطريق للجهات الموكل إليها تنفيذ التوصيات التي ستنبثق عن هذا المؤتمر .
وتتضمن اشغال هذا المؤتمر ست جلسات علمية تتمحور حول مداخلات تأطيرية حول تفكيك خطاب التطرف، والمرتكزات الفكرية للمتطرفين وتفنيدها ، والتطرف الطائفي وخطورته، و»في محورية المداخل العلمية لمواجهة التطرف وتفكيكه»، ودور علم المقاصد في تفكيك خطاب التطرف ثم استراتيجية التحصين والوقاية من التطرف.
وتوجت أشغال هذا المؤتمر بتنظيم ورشتي عمل، الأولى حول «استراتيجية مواجهة التطرف»، والثانية تتمحور حول «العقبات وسبل المواجهة».
وبالموازاة مع المؤتمر انعقدت أشغال المجلس الأكاديمي ال21 للرابطة المحمدية للعلماء، وضم جدول أعماله عرض مشاريع أعمال مراكز الدراسات والأبحاث والوحدات العلمية التابعة للمؤسسة، في مجال تفكيك خطاب التطرف والإرهاب، وبيان محورية ثوابت المملكة المغربية الشريفة في مكافحة آفة التحجر والانغلاق وترسيخ قيم الأمن والسلم والتعايش.
مؤتمر دولي بالرباط حول موضوع «تفكيك خطاب التطرف»
بتاريخ : 06/07/2018