مؤتمر دولي حول الهندسة الثقافية بإفريقيا والعالم العربي: التراث اللامادي بالمغرب يمنحه فرصا واعدة في الاستثمار الثقافي

ركز المشاركون في النسخة الأولى من المؤتمر الدولي حول الصناعات الثقافية والابداعية وتنمية التراث في إفريقيا والعالم العربي الذي نظمته مدرسة علوم المعلومات بشراكة مع اليونسكو والمركز الوطني للبحث العلمي، والاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ومدرسة المكتبيين وأمناء الأرشيف والموثقين بالسنغال ودار التراث الشفهي،يوم الأربعاء 4 دجنبر والذي يستمر الى 6 منه، وشارك فيه خبراء وباحثون مغاربة وعرب وأفارقة، من مختلف التخصصات، على السبل الكفيلة بإنجاح ورش الصناعات الإبداعية والثقافية في إفريقيا والعالم العربي.
مدير مدرسة علوم المعلومات، صلاح الدين بهجي، وهو يفتتح أشغال هذا المؤتمر، اعتبر أن هذا اللقاء يشكل فرصة لتبادل الرؤى حول الصناعات الثقافية والإبداعية في المنطقة العربية والإفريقية، فضلا عن استكشاف الفرص والتحديات التي تواجه هذا القطاع في ظل التحولات المعرفية والتكنولوجية المعاصرة. كما أنه يأتي في سياق يتجه فيه كل العالم الى تعزيز الصناعات الثقافية، إيمانا بدورها في تحريك عجلة الاقتصاد ، وتعزيز الهوية الثقافية والتماسك المجتمعي، مؤكدا انخراط مدرسة علوم الاعلام في هذا الورش الهام بتعزيز البحث العلمي وإغناء الوعي من أجل تعزيز القيمة الهوياتية للثقافة.
بدوره، استعرض عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أحمد بوكوس، إيجابيات الهندسة الثقافية التي من أهم المداخل لتحقيقها دمقرطة الثقافة وتثمين التراث اللامادي وتشجيع الابتكار في الإنتاج والتجديد، وحسن الإدارة وخلق الروابط الاجتماعية المنتجة للقيمة والتنمية الاقتصادية المحلية، خاصة أن منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية صنفت المغرب من بين المرتب الأولى، إفريقيا، من حيث احتضانه للتراث المادي واللامادي.
بوكوس توقف أيضا عند الطبيعة الشفهية للثقافة الأمازيغي، حيث أشار إلى أن الثقافة الأمازيغية تعتمد بشكل كبير على التقاليد الشفهية وفن القول، مشددا على ضرورة توثيقها ، بالإضافة الى التوثيق العلمي لمجال دراسة الثقافة الأمازيغية، كدراسة الفنون المعمارية التقليدية، الحلي، الأزياء، والنقوش. ولم تفته الإشارة الى التعبيرات الغنائية من شعر وغناء وضرورة الاستفادة مما يمنحه التطور الرقمي والتكنولوجيا، داعيا الى تكوين أطر بحثية متخصصة لتطوير البحث في الثقافة الأمازيغية، مثيرا صعوبة تقييم الآثار المحتملة على الإنتاجات الثقافية الجماعية، بالإضافة إلى عدم استفادة بعض الفئات من الساكنة من عائدات مساهمتها في إنتاج القيمة المضافة، خاصة التعاونيات النسائية، مبديا تخوفه من إضعاف القيمة الجمالية للمشغولات التقليدية كالحلي والزرابي، بسبب ابتلاعها من طرف الرأسمال وثقافة الماركوتينغ .
الدينامية والاهتمام المتزايد، عالميا، بدور الثقافة وضرورة إدماجها في البرامج السياسية والاجتماعية، والالتزام الدولي بإقرار الحقوق الثقافية ، كان محور كلمة مدير مكتب اليونسكو في المنطقة المغاربية، إيريك فالت، حيث تم التشديد على هذا الدور في إعلان نابل الذي جمع وزراء الثقافة في مجموعة الدول السبع، معتبرا أنه اعلان تاريخي يضمن حماية الحقوق الثقافية بكل تعبيراتها، وهو الالتزام والتعهد الذي سار على منواله وزراء الثقافة في مجموعة العشرين الذي انعقد بالبرازيل والذي تم فيه الالتزام بالاستثمار في الثقافة في تعدديتها وانفتاحها على مختلف التعبيرات وحقوق المؤلفين والتراث والذاكرة.
نبهان بن حارث بن ناصر الحراصي ، رئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات، أكد في كلمته أن عقد هذا المؤتمر يأتي في سياق تتجه فيه جميع الدول الى وضع خارطتها للاستثمار في الثقافة كقوة ناعمة مؤثرة ، داخليا وخارجيا، كما يأتي استجابة لشروط وتحولات العالم اليوم. وأضاف الحراصي أن الاتحاد العربي للمكتبات الذي يرأسه هو المظلة الأكبر في القطاع عربيا ولهذا فقد جعل من مهامه الرفع من كفاءة المتخصصين في العالم العربي .

 


الكاتب : حفيظة الفارسي

  

بتاريخ : 06/12/2024