مؤتمر علمي احتضنته الدارالبيضاء صنّفه ضمن العلاجات الحديثة .. خبراء ومختصون يؤكدون على أهمية العلاج بالإيحاء في تجويد الصحة العامة

أكد المشاركون في فعاليات المؤتمر الوطني الثاني للجمعية المغربية للعلاج بالإيحاء الطبي والعلاجات الوجيزة، الذي احتضنت أشغاله جامعة محمد السادس للعلوم والصحة يوم السبت الأخير 9 نونبر في مدينة الدارالبيضاء، والذي خصص لموضوع «العلاج بالإيحاء السريري»، على أن الإيحاء يعتبر ظاهرة واقعية في الحياة النفسية، مشددين على أنه استُخدم منذ القدم، وانه يأخذ الآن موقعا متقدما في العلاجات الحديثة.
وشدد الخبراء في مجالي الإنعاش والتخدير والمستعجلات ومعهم باقي الاختصاصيين الذين شاركوا في هذا الحدث العلمي، المغاربة منهم والأجانب، على أن هذا التخصص الطبي يحقق تقدما كبيرا، مؤكدين على أن الإيحاء أضحى أداة علاجية فعالة في العديد من مجالات الصحة، حيث يوفر للمهنيين الصحيين مساعدة قيّمة ويمنح المرضى الراحة والطمأنينة. وأضح عدد من المتدخلين بأن مجال تطبيق الإيحاء يمتد على نطاق واسع، مما يساهم في توفير راحة وتحسن سريري واضح، سواء من الناحية الجسدية أو النفسية.
وخلص المشاركون في هذا الملتقى العلمي في ختام أشغال مؤتمرهم إلى عدد من التوصيات التي شددت على دعم الجمعية المغربية للإيحاء الطبي والعلاجات والوجيزة كجمعية علمية معترف بها مدعومة من المجتمع العلمي، ولها تأثير كبير على تطور هذا التخصص، مبرزين بأن الإيحاء يعتبر كمفهوم علمي، أداة في أيدي محترفين مدربين، كما أنه يعتبر مقبولا كعلاج تكميلي أو حتى كبديل لي بعض الأمراض التي يصعب علاجها. ودعا الخبراء المعنيون إلى احترام المبادئ الصارمة لتطبيقه، وإلى ضرورة التحلي بالمعرفة الجيدة لخصوصية المريض، وكذا التوفر على التكوين الأكاديمي المناسب، معتبرين أنها عوامل تسهم في دمجه في الممارسة الطبية.
وأشارت توصيات هذا اللقاء، الذي عرف مشاركة مهمة لأساتذة وأطباء ومهتمين بالشأن الصحي، إلى أن الأبحاث الحالية في علم الأعصاب بدأت في الكشف عن الأسس العصبية للإيحاء وتأثيره على دوائر الألم والتمثلات الذهنية، كما تم التأكيد على أن الدراسات السريرية والتجريبية التي عُرضت خلال هذا اليوم العلمي تعتبر دليلا إضافيا لإعطاء هذه الممارسة موقعا مهما في مسار الرعاية للمرضى، سواء في الجراحة، الإنعاش، الطوارئ، أو في الأمراض المزمنة، مع الدعوة لتدريب الممارسين وتحديث معرفته، الأمر الذي اعتبره المتحدثون ضرورة مطلقة بالنظر إلى أن هذا المجال يشهد تطورا مستمرا.
وجدير بالذكر أن أشغال المؤتمر عرفت تقديم مجموعة من العروض والمداخلات، حيث أكد البروفيسور محمد مهاجر الكاتب العام للجمعية المغربية للعلاج بالإيحاء والعلاجات الوجيزة، علاقة بتنظيم هذا الحدث العلمي على أنه يجمع ثلة من الأطباء المغاربة والأجانب في تخصصات متعددة، ويهدف إلى التحسيس بأهمية استعمال هذا العلاج من أجل تحسين جودة العلاجات المقدمة للمرضى والنتائج المحققة، وكذا تبسيط المفاهيم المتعلقة بهذا المجال، من أجل تصحيح الأفكار المغلوطة والصور النمطية التي تستقر في أذهان العديد من الأشخاص حول هذا النوع من العلاج، مشددا على أنه بات علما قائما بذاته، يمكن استعماله لتقديم علاج أكثر شمولية للمريض، كما يمكن أيضا استعماله في مجالي التعليم والتنمية الذاتية.
وفي السياق ذاته، كان رئيس الجمعية البروفيسور رشيد حصيدة، قد شدد بدوره على أن الإيحاء هو علاج تكميلي يساهم في علاج مجموعة من الأعراض والأمراض، ويهم مجموعة من المجالات، منها الألم، والأمراض النفسية، ومختلف أنواع الإدمان، مبرزا بأن الأمر لا يتعلق بنوع جديد من العلاجات، فقد كان العالم والطبيب ابن سينا أول من تكلم عنه. توضيح عززه كذلك البروفيسور أحمد غسان الأديب، عميد كلية محمد السادس للطب، التابعة لجامعة محمد السادس للعلوم والصحة، الذي شدد على أهمية العلاجات الإيحائية، مؤكدا بأنها تستند على دراسات ونتائج علمية مضبوطة، وبالتالي يمكنها تساهم في تشخيص وعلاج العديد من الحالات الصعبة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 14/11/2024