في واحدة من أبرز المحطات الدبلوماسية الشبابية لسنة 2025، شاركت الشبيبة الاتحادية في مؤتمر مجلس الشباب العربي والإفريقي المنعقد بمدينة كامبالا، عاصمة أوغندا، ما بين 6 و10 أكتوبر الجاري، وسط حضور ممثلين عن أزيد من 47 دولة عربية وإفريقية. وقد تميز المؤتمر بحدث سياسي بارز تمثل في إسقاط عضوية جبهة الانفصال من هذا المنتظم الدولي الشبابي، بعد تصويت الدول المشاركة بالإجماع.
وحول هذه المشاركة الشبابية المتميزة، تحكي سميحة لعصب، الأمينة العامة لاتحاد الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية العربية وعضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، للجريدة ما جرى داخل هذا المؤتمر…
o o ما هو السياق العام لانعقاد مؤتمر مجلس الشباب العربي والإفريقي في كامبالا؟
n n انعقد المؤتمر بمدينة كامبالا عاصمة أوغندا ما بين 6 و10 أكتوبر 2025، بمشاركة أكثر من 47 دولة عربية وإفريقية، في أجواء طبعتها روح التعاون والوحدة. ويأتي هذا الحدث في إطار تعزيز التواصل بين الشباب العربي والإفريقي حول قضايا السلام والتنمية ووحدة الدول.
هذا المجلس تأسس سنة 2004 بالعاصمة السودانية الخرطوم، ويعتبر إطارًا للتعاون والتنسيق بين شباب العالمين العربي والإفريقي، فيما تمثل الشبيبة الاتحادية المغرب داخل هذا المنتظم منذ سنوات كعضو فاعل في أنشطته الإقليمية والدولية.
o o شهد المؤتمر جدلاً بسبب محاولة وفد البوليساريو الحضور، ما الذي وقع بالضبط داخل أشغال المجلس؟
n n فعلاً، قبل انطلاق اجتماع المجلس العام حاول وفد جزائري يضم في صفوفه عناصر من جبهة البوليساريو الحضور تحت غطاء دولة الجزائر، رغم أن المجلس لم يوجه أي دعوة لهم لا كمنظمة شبابية ولا ككيان معترف به.
لقد حاولوا استغلال مشاركتهم للتشويش على أشغال المؤتمر ورفع علم الكيان الوهمي من حين لآخر لاستفزاز الوفد المغربي، غير أن هذا السلوك قوبل بموقف حازم وصارم من الوفد المغربي، الذي تصدى لهذه المناورة بشجاعة ومسؤولية.
وبعد نقاش مستفيض، أعلن رئيس مجلس الشباب العربي والإفريقي رفض طلب انضمام جبهة الانفصال نهائيا إلى هذا المنتظم، وهو القرار الذي حظي بتأييد وتصفيق ممثلي أكثر من 47 دولة عربية وإفريقية، في انتصار واضح لقيم الوحدة والسيادة الوطنية للدول.
o o ما هو تقييمكم لمشاركة الشبيبة الاتحادية ودورها في هذا الحدث الدولي؟
n n لقد كانت مشاركتنا فرصة لتعزيز الحضور المغربي داخل واحد من أكبر المنتديات الشبابية الإقليمية، وإبراز الموقف الواضح والعادل للمغرب من قضية الصحراء.
اعتمدنا في مداخلاتنا على مقاربة الحوار والانفتاح، مؤكدين أن المجلس فضاء للتعاون لا مكان فيه للنزاعات السياسية، وأن احترام الوحدة الترابية للدول الأعضاء هو أساس الثقة والعمل المشترك.
كما حرصنا على توضيح حقيقة النزاع المفتعل للوفود المشاركة، والتعريف بمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي وذي مصداقية تحت السيادة المغربية.
نحن نؤمن أن الدبلوماسية الشبابية الموازية أصبحت اليوم أداة أساسية لدعم الدبلوماسية الرسمية، وأن أمام الشباب المغربي مهمة كبيرة لخلق جسور تواصل مع نظرائهم عبر العالم، لتعزيز الاقتناع بعدالة قضيتنا الوطنية الأولى من خلال الحوار والتأثير الإيجابي في مواقف المنظمات والأحزاب الشريكة.