ينتهي رسميا في يوليوز المقبل عقد الرجاء مع مستشهره الأول، الذي يضخ في ماليتيه سنويا مبلغ مليار و100 مليون سنتيم، دون أن يتمكن الفريق الأخضر من تجديده، رغم الإغراءات المالية الكبيرة التي قدمتها شركة الرهان الروسية.
ويعود سبب عدم تمديد العقد إلى عدم تسديد هذه الشركة للضرائب عن الأرباح التي تجنيها من السوق المغربية، وبالتالي منعها من توقيع عقود مع مؤسسات مغربية إلى حين تسوية هذا المشكل.
ولم تتمكن الإدارة الرجاوية من التوصل إلى حل مع الشركة الروسية الأم، ما يعني أن التعامل سيتوقف رسميا بنهاية الموسم الرياضي الجاري.
وفي هذا السياق، تؤكد مصادر مطلعة أن اتصالات على أعلى مستوى جرت مع أحد مستشهري الفريق الأخضر قصد تعويض الشركة الروسية، بشرط مضاعفة المنحة المالية بثلاثة أضعاف (يدفع للفريق سنويا 500 مليون سنتيم)، مع مشاركته في تدبير شؤون الفريق.
ولم يكشف مصدرنا عن طبيعة هذه المفاوضات، وهل سيصبح هذا المستشهر مساهما في شركة الفريق أم لا؟، علما بأنه ارتبط بالرجاء منذ ما يناهز ثلاثة عقود.
واعتبرت مصادرنا أن هذه المفاوضات بلغت درجة متقدمة، وان الإعلان عنها سيتم في القريب، ما لم تحدث مفاجأة غير متوقعة.
وفي ذات السياق أشارت مصادرنا إلى أن قطبي الدار البيضاء، الرجاء والوداد، باتا يشدان أنظار كبريات الشركات العاملة في المجال الوطني، وأن المستقبل سيحمل أخبارا سارة للناديين معا، بعدما عبرت إحدى الشركات الرائدة في المشروبات الغازية، عالميا، عن رغبتها في توقيع عقد استشهار مع الفريقين، بقيمة مالية تقدر ثلاثة ملايير سنتيم ( 1.5 مليار سنتيم لكل نادي)، وهو ما يعد نقلة نوعية، وسيضمن لهما موارد مالية قارة.
وعاش الرجاء متاعب مالية منذ تسع سنوات، وجد نفسه فيها مطالبا بتسديد مبالغ مالية تفوق عشرة ملايير سنتيم، نتيجة أخطاء تدبيرية، وتعاقدات غير مدروسة، أغرقته في بحر من الديون.
وألمحت مصادرنا إلى أن هذين العقدين، في حال سير الأمور في الاتجاه المأمول، سيوفران للفريق الأخضر حوالي ثلاثة ملايير سنتيم بشكل قار، فضلا عن زهاء مليار سنتيم من باقي المستشهرين، تضاف إليها مداخيل المباريات بمركب محمد الخامس، الذي فتح أبوابه من جديد في وجه مباريات الوداد والرجاء، مع منحة النقل التلفزي، وبالتالي سيصبح الفريق في وضع مالي مريح سيخرج من دوامة المتاعب التي حاصرته، وحرمته من دخول سوق الانتقالات الشتوية، ما شكل ضربة قوية للفريق، الذي خاض تحديات هذا الموسم بتشكيلة تضم في معظمها لاعبين من الصفين الثاني والثالث.
وتعاني غالبية فرق الدوري الاحترافي الأول خصاصا ماليا مهولا، إذ أن قضايا النزعات استنزفت ماليتها بشكل كبير، لدرجة أن المكتب المسيرة أصبحت تجد صعوبة في تصفية ديون المكاتب التي سبقتها، ما جعلها تعتمد التدبير اليومي، بدل وضع مخططات عمل على المديين المتوسط والبعيد.
وباستثناء فرق الجيش الملكي واتحاد تواركة والفتح الرباطي ونهضة بركان، وبدرجة أقل الوداد الرياضي، فإن باقي الفرق تعاني من ضيق الأفق المالي.