«كوفيد 19» يرفع عدد ضحاياه وتسجيل 8 حالات للوفيات في ظرف 36 ساعة
عاد فيروس كورونا المستجد إلى شراسته التي اعتقد البعض أنها قد هدأت، وتسبّب في تسجيل 8 حالات للوفيات في ظرف 36 ساعة، ما بين مساء الأحد الذي تم الإعلان خلاله عن وفاة 5 مرضى أصيبوا بالفيروس، وصباح الاثنين الذي عرف تأكيد وفاة 3 مرضى آخرين، مما رفع إجمالي الوفيات في بلادنا بهذا المرض إلى 253 وفاة.
وضعية مقلقة جعلت عددا من المتتبعين للشأن الصحي يطرحون أكثر من علامة استفهام، خاصة في ظل الأرقام والمعطيات الوبائية التي كانت تؤكد أن الحالات الصعبة التي توجد في الإنعاش والعناية المركزة معدودة على رؤوس الأصابع وبأنه لا خوف منها، بل أن البعض خال أن الفيروس فقد ضراوته وبات وديعا لا ينتقل إلا بصعوبة ولا يؤدي إلى أية انتكاسة، مما شجّع على عدم وضع الكمّامات وعلى مخالفة قواعد الوقاية والابتعاد عن الإجراءات الحاجزية، فساعد ذلك على انتقال العدوى بشكل كبير مؤخرا وظهور العديد من البؤر كما وقع في فاس ثم طنجة، التي عادت هي الأخرى إلى زمن الحجر الصحي، وهو الأمر الذي يتهدد كل منطقة ومدينة، إذا ما استمر التهاون والتعامل مع الوضع الوبائي باستهتار، وفقا لتأكيدات الاختصاصيين في مجال الأوبئة والصحة بشكل عام.
وتعليقا على هذا الموضوع، أكدت الدكتورة ماجدة الزهراوي، الاختصاصية في الطب الباطني والأمراض المعدية والاستوائية، في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن ارتفاع أعداد المصابين يرجع إلى عامل إيجابي، يتمثل في الرفع من عدد اختبارات الكشف عن الفيروس، وهو ما يؤدي إلى اكتشاف مرضى جدد، ثم هناك عامل آخر سلبي، يرتبط بعدم فهم واستيعاب فئة عريضة من المواطنين بأن رفع الحجر الصحي لا يعني انتهاء حالة الطوارئ، وبأن مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقهم من أجل حماية النفس والغير، باتباع الإجراءات الوقائية، الأمر الذي لا يتعامل معه الكثير من المغاربة بالجدية المطلوبة وهو ما ينذر، وفقا للخبيرة في الأمراض المعدية، بوضع صحي أوخم وتبعات أكبر في المستقبل مقارنة بالسابق، إذا ما ظل الوضع كما هو عليه اليوم.
وأكدت الدكتورة الزهراوي، أن التشخيص بالاختبارات يمكّن من الوصول إلى المصابين، خاصة الذين بدون أعراض، مشيرة إلى أن هذه الخطوة جدّ إيجابية، لأنه في غيابها أو ضعف أرقامها، قد يفارق البعض الحياة وهو مصاب «بكوفيد 19» دون أن يتم الانتباه إلى ذلك. وأوضحت الخبيرة في الشأن الصحي أنه تم تسجيل وفيات في صفوف أشخاص متقدمين في السن، لكن كذلك في صفوف شباب في مقتبل العمر، يعانون من أمراض مزمنة، وأدى الفيروس إلى تدهور وضعهم الصحي وعانوا من مضاعفات نتيجة للأمراض المصابين منها، وهو ما يتطلب الانتباه والحذر والتعامل بكل جدية ومسؤولية مع الأمراض المزمنة التي حين إصابة أصحابها بالعدوى فإن الأمر قد يتّسم بالخطورة والتعقيد، ولن تنفع العلاجات المقدمة لهم لأنهم قد يصلون إلى المستشفى وهم في وضعية جدّ حرجة.
ودعت الاختصاصية في الأمراض المعدية، المواطنين وأرباب العمل والمسؤولين، في القطاعين العام والخاص، إلى الحرص على تطبيق التدابير الوقائية، والتباعد والتهوية، وتوفير كل مستلزمات الحماية، لتفادي تحول فضاءات العمل إلى بؤر تؤدي إلى اتساع رقعة العدوى ونقل الفيروس إلى الأوساط الأسرية، مشددة على أن الظرفية التي تجتازها بلادنا هي جد عصيبة ويجب التعامل معها بمنتهى الجدية والمسؤولية.