بتنظيم من المعهد الفرنسي فرع الدارالبيضاء، احتضن رواق فني لأحد الفنادق الكبرى بالدارالبيضاء،مساء يوم الثلاثاء 11 فبراير الجاري، لقاء ثقافيا حول مؤلفات الكاتب والفنان المغربي ماحي بنبين، والتي تدخل ضمن الأنشطة التي برمجها المعهد الفرنسي على هامش فعاليات معرض النشر والكتاب الذي تعرفه مدينة الدارالبيضاء منذ الخميس 6 فبراير الماضي وامتد لغاية الأحد 16 منه.
حاول ماحي بينبين التعريف بنفسه وتقديم بعض من مؤلفاته، من خلال الإجابة عن مجموعة من الأسئلة التي طرحتها مسيرة الجلسة الصحفية فدوى ميسك التي وصفته بالفنان البارع والشامل، إذ أنه كاتب ونحات وناشط ثقافي ، مما جعل الحاضرين، من إعلاميين وناشرين ومهتمين ومعجبين، يقومون برحلة سفر بين ثنايا ودروب حياة بنبين، رحلة سفر موجزة ولكنها مفعمة بالبهجة والحكي اللذين يطبعان شخصية هذا المبدع المتنوع ذي الأصول المراكشية.
من بين المؤلفات التي تم تسليط الضوء عليها رواية «زنقة العفو» ، آخر إصدارات المؤلف. وتروي قصة فنانة شعبية مغربية (أو ما يسمى بالدارجة «الشيخة»)، و صرح»ماحي»، بأنه من خلال تناوله لحياتها حاول إعادة الإعتبار لهاته الفئة المجتمعية التي لم تنصف، وعانت من نظرة المجتمع الدونية التي كانت ولا تزال تعتبرها نصف عاهرة، مع أنها لعبت أدوارا نضالية في تاريخ المغرب وقاومت الإستعمار مثل الفنانة خربوشة التي تصدت للقايد العيادي، كما أنها رمز للتحرروالشجاعة، إلى الآن، مفسرا أنه تطرق ،أيضا، لمفهوم الحريات الفردية التي يشكل في السنوات الأخيرة موضوع مطالبة من طرف عدة جمعيات قانونية ومدنية مغربية، ( ولو أن روايته كتبها سنتين قبل ذلك)، لأنه في اعتباره يجب تغيير الأشياء من خلال فضح بعض الممارسات والإبتعاد عن «السكيزوفرينيا» التي يتخبط فيها المجتمع المغربي. واسترسل بنبين في حكيه الشيق مشيرا الى أن قصة روايته مستوحاة من الواقع، وهي لفنانة شهيرة لم يكن يرغب في الكشف عن إسمها لكنه تفاجأ بأن البطلة هي نفسها من أعلنت عن ذلك في العديد من المنابر الإعلامية، مضيفا بأنها هي عينها الفنانة التي اشتهرت باسم «تسونامي».
وبإيعاز من ميسك،عرج ماحي للحديث أيضا عن «روايته ما قبل الأخيرة «مهرج الملك» التي تصور بعضا من تفاصيل الحياة داخل القصر الملكي، وتعكس في عمقها علاقته مع والده وغياب هذا الأخير عن أسرته الصغيرة، إذ جاءت كقصة على لسان والده الذي كان مؤنس الملك الحسن الثاني لمدة تتعدى ثلاثين سنة، كما تطرق لأخيه الأكبر ووالده الثاني بعد رحيل والده الحقيقي، والذي كان رهن الإعتقال بسجن تازمامارت لمدة 18 سنة، كاشفا عن بعض خلفياته النفسية التي دفعت به لكتابة روايته.
رواية «نجوم سيدي مومن» كانت أيضا حاضرة، وهي تتطرق للأحداث الإرهابية التي تعرضت لها مدينة الدارالبيضاء، والتي حولها المخرج المغربي نبيل عيوش فيلما سينمائيا تحت عنوان «خيول الله» شارك بها في عدة مهرجانات دولية ، وقد كانت سببا في ما بعد في خلق مشروع استفاد منه أبناء منطقة سيدي مومن .
كما تخللت اللقاء قراءات لنصوص من روايتي «زنقة العفو» و «مهرج الملك» ،ألقتها الفنانة سلمى نجيب، كانت بمثابة فتح شهية للحاضرين على ما تبقى من الأطباق المعدة من طرف المؤلف.