انتهى الفنان القدير مارسيل خليفة منذ أسابيع من تلحين موسيقى استلهم نوطاتها من جدارية لمحمود درويش ، وبعد أن مر من راحة قسرية سببها كسر بيده.
وتعود الحكاية لأكثر من 20 سنة حيث كتب محمود درويش جدارية و قرر مارسيل خليفة منذ أكثر من سنة ونصف أن يقوم بتلحينها، وتقديمها بمناسبة تخليد ذكرى ميلاد الشاعر الفلسطيني محمود درويش.
وفي هذا الصدد خرج مارسيل خليفة بتدوينة على صفحته بالفايسبوك كتب فيها:
إلى «محمود درويش
إنني أسند موسيقاي إلى جداريّة روحك العالية أبداً. أسند جبيني إلى راحة يدي المكسورة وأَسْتَمِع إلى الغنائيّة التي انتهيت من تسجيلها. علّ الموسيقى تنقذني من سطوة غيابك ومن الألم الصادح الذي يعاودني مساءً من جرّاء السقطة على درج ساحة
Trinità
في مدينة
Polignano Mare
بالجنوب الايطالي قبل ساعات من الاحتفال بازاحة الستارة عن لوحة تذكارية لك
أستعيد في «الجداريّة» والتي عصرتني طوال سنتين، الحوار بين ال «أنا» وال «أنا» أسترجع أصوات وتريّات الجداريّة في السَير على البحيرة وعلى دروب القوافل….
خوفي من صهيل الحصان الذي طارت حذوته على مقربة من الميناء وانكساري لدى نموّ الزهر الفوضويّ اللون في آخر الرؤيا
صمت مئة وخمسة وسبعين آلة وصوت بشريّ ترافق صمتي العميق كلّما أشرفت على حافة الحفرة في نهاية الاعتراف
«أنا لست لي»
أنا صوت وحيد بعدما غادر الموسيقيون المكان وأُسدلت الستارة على المسرح
انتظر يا صديقي ١٣ آذار، يوم مولدك، لأطلق الجداريّة المرثيّة الحقيقيّة الأبديّة
ما الذي يبقى في عتمة الأيام غير الشعر والموسيقى ..
لا شيء أبقى من الجداريّة في القلب. قد يذهب الماضي والحاضر والمستقبل لكن الجداريّة تخطف كل ذلك وتزّف الزمن في موكب المعنى والصُوَرْ.
لقد اخترت أن أشرب كأس الجداريّة حتّى الثمالة في هزيمة الوجود أستعيد الدهشة الأولى وأعود إلى البسيط البسيط من الأنغام لرندحات بعيدة. ولماذا يحتاج هذا البسيط إلى خارق ومعجزة كيّ يتحقّق؟ ألأنّ الطفولة التي كبرت في الغياب تدلّنا على أن الموسيقى والقصيدة مهما كبرت واتسعت، تبقى في حاجة عضويّة ونفسيّة إلى حليبها الأول!
النص مفتوح على البداية والنهاية.
ما البداية وما النهاية؟»
وتجدر الإشارة بأن مارسيل خليفة قد أعلن، في إحدى خرجاته الإعلامية، عن كون محمود درويش قد ابان له ذات لقاء لهما أثناء إحياء أمسيتين سنة 1999، عن رغبته في قيام مارسيل بتلحين الجدارية .
وصدرت الجدارية، في طبعتها الأولى عام 2000، وفيها تجربة مواجهة الشاعر للموت، عندما يعلن: «هزمتك يا موت الفنون جميعها»هذا وقد سبق
وسبق أن تمّت مسرحة الجدارية، وقُدّمت في فلسطين.
وللتذكير فمحمود درويش شاعر فلسطيني شهير على الصعيد العالمي، وازداد سنة 13 مارس1941 وتوفي بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 2008 بعد أن أجرى عملية على القلب، ارتبط إسمه بالثورة الفلسطينية، وفنيا بالتعامل مع الفنان مارسيل خليفة ، الذي لحن له عدة أشعار، رددها الجميع على مدى سنوات ومن مختلف الأجيال.