مباريات كرة القدم للتأهل إلى المونديال إصابة أكرد تدمي قلب مشجع ستيني

 

في ليلة 25 مارس 2025، كان الملعب الشرفي بوجدة يشتعل حماسًا.، كما كانت القلوب كل بيت وفي كل زاوية من زوايا الوطن، تخفق مع كل تمريرة، وتلهث مع كل تسديدة للمنتخب الوطني، الذي كان يواجه تنزانيا برسم تصفيات مونديال 2026.
وكانت الدقيقة 52 حاسمة. إنها لحظة تفوق المنتخب الوطني بإصابته الأولى.
لكنها قد تكون دقيقة السكتة القلبية لأحمد، 62 سنة.
يبلع أحمد الثانية والستين من عمره، وهو عاشق لكرة القدم منذ الصغر، وكان ينتظر هذه المباراة المصيرية بلهفة لم يشعر بها منذ زمن بعيد.
أمام شاشته، كان مستعدًا ليعيش تسعين دقيقة من النشوة أو من العذاب. لكن ما لم يكن يعلمه، هو أن هذه المباراة قد تكون آخر مباراة في حياته.
فكرة القدم ليست مجرد لعبة، إنها عاطفة جامحة، تسرّع نبض القلوب، تشدّ الأعصاب، تفجّر صيحات الفرح، كما تهوي بأصحابها في أعماق الخيبة والانكسار.
بالنسبة للإنسان السليم، قد تكون هذه التقلبات العاطفية مجرد لحظات عابرة. لكن بالنسبة لعاشق متيم، يحمل جسده عبء الأمراض المزمنة، فإن كل دقيقة قد تكون صفارة النهاية بالنسبة له.
كان أحمد يعاني من ارتفاع ضغط الدم، ومن مرض السكري، وله تاريخ مع الذبحة الصدرية. وقد أوصاه طبيبه بالابتعاد عن الانفعالات الشديدة، لكن كيف يمكن لقلبه ألا يخفق، وهو يرى منتخب بلاده ينافس على بطاقة التأهل إلى كأس العالم 2026؟
جلس في مكانه، ممسكًا بفنجان قهوته، ووعد زوجته بأنه سيظل هادئًا…
انفجرت المدرجات بالفرح. اهتزت البلاد بصيحات الهدف المغربي. نهض أحمد من مقعده، قفز عاليًا، وصرخ من شدة الفرح… لكن فجأة، انقطع صوته.
ألم حاد اخترق صدره كطعنة خنجر. سقط أرضًا.
وفي أقرب عيادة، كان الأطباء يحاولون إنقاذه… تشخيصهم كان واضحًا: نوبة قلبية حادة .
لقد تسبب التوتر العاطفي العنيف في تشنج تاجي قاتل.
لحسن الحظ، وصلت الإسعافات في الوقت المناسب، ونجا أحمد من الموت.
إن الإجهاد الشديد يطلق هرمونات التوتر التي ترفع ضغط الدم، وتسرّع نبض القلب، وتزيد من احتمال حدوث اضطرابات في نبضاته.
وبالنسبة لمرضى السكري، فقد يؤدي الانفعال المفرط إلى ارتفاع أو انخفاض مفاجئ في السكر. وبالنسبة لمن يعانون من مشاكل تنفسية، قد تؤدي الإثارة إلى نوبة ربو حادة. فهل ينبغي إذًا التخلي عن متعة المشاهدة؟
بالطبع لا، ولكن من الضروري تبنّي أساليب تحمي القلب من هزات المباريات العنيفة. وتجنب الإفراط في الكافيين والتدخين، لأنهما يزيدان من الضغط على القلب، وعدم المشاهدة وحيدًا، فوجود شخص قريب قد ينقذ الحياة في حالة الطوارئ. ثم ممارسة التنفس العميق للسيطرة على دقات القلب المتسارعة. استشارة الطبيب مسبقًا إذا كانت هناك مشكلات صحية سابقة.
في تلك الليلة، نجا أحمد من الموت، لكنه وعد نفسه بأن يشاهد المباراة القادمة بطريقة مختلفة.


الكاتب : الدكتور أنور الشرقاوي

  

بتاريخ : 29/03/2025