ضمن فعاليات المعرض الجهوي للنشر والكتاب بمرتيل، شهدت قاعة عبدالكريم مساء يوم السبت 05 يوليوز 2025، جلسة نقدية بعنوان « الرواية والمتخيل الروائي المحلي بمشاركة د. سعاد مسكين ، د, عماد الورداني ود.محمد العناز وتنسيق ذ. عبداللطيف البازي.
افتتحت الجلسة د. سعاد مسكين بورقة عنونتها ب» المحلي في الرواية المغربية المعاصرة تجليات ورهانات»، من خلال روايتي شعيب حليفي «زمن الشاوية» ، و»الخط الزناتي « ، وروايتي « كتيبة الخراب» ، و»المغاربة» لعبدالكريم جويطي ،ورواية « الأنجري» لمحمد نافع العشيري ، ترى د. سعاد مسكين أن روايتي شعيب حليفي تمثيل للبداوة من خلال علاقات الساكنة، أنماط العيش، طقوس الشاي، الأغنية الشعبية، حيونة الإنسان ، وأنسنة الحيوان والنباتات … واستنتجت أن هذا التسريد للمحلي هو إحساس بالانتماء للهوية الإقليمية، وانزياح عن العولمة .
وبخصوص حديثها عن روايتي عبد الكريم جويطي، فترى أن فضاءهما هو بني ملال مع التركيز على الخراب الذي تمثله الدونية، والفقر والهجرة ،والبطالة والتهميش الثقافي ، ولأن الرواية عصيان ، يروم الروائي إعادة الاعتبار اليها من خلال التاريخ الخاص والعام، وبذلك يعيد للإنسان والزمان جوهره .
أما المحلية في رواية «الأنجري» لمحمد نافع العشيري» فتتمثل في التركيز على الفضاء المعماري في الجبل، من قباب وأصص في مداخل الأبواب، وطلاء الجدران بالأبيض والأزرق ، مما يحيل إلى الحنين إلى الأندلس وذاكرة الموريسكيين، كل هذه المحلية هي في النهاية ارتباطا بذاكرة المكان « الجبلي» وهويته.
القاص والباحث عماد الورداني اختار لمداخلته « تفكيك السردية الاستعمارية وبناء المنظور الخاص في رواية «حرب الكوم « لمحمد معزوز عنوانا ، ليضع الحضور أمام لحظتين سرديتين ،سردية كرسها المستعمر لمستعمراته الخاصة وفق مواقفه واختياراته ، لتكون ديمومة للسيطرة وسردية مواجهة لهذه الذاكرة التي دونها المحتل، وهو ما سماها المتدخل الرد على الكتابة مما يعني تمثيلا وتمثيلا مضادا ، وضمن هاتين اللحظتين تندرج رواية « حرب الكوم» لمحمد معزوز التي تعيد النظر في معرفة السردية الاستعمارية وهدمها لتكتب سرديتها الخاصة برؤية نقدية.
أما الشاعر والأكاديمي أحمد العناز، فاختار لمداخلته « التراث المحلي أفقا للتفكر في تجربة محمد أنقار»، افتتحها بالإشارة إلى أن الفقيد محمد أنقار جمع بين الإبداع والنقد، وهذا من شأنه تعميق رؤيته وانتشاره، لينتقل بعدها إلى مقاربة المكون التراثي، تذويبه وتأويله في رواية «شيخ الرماية»، وكيفية صياغته فنيا وجماليا .
وعليه، يسجل العناز حضور التراث في الأحداث التي درات في قبائل شمال المغرب، بما في ذلك تطوان، ذاكرة الجد التي توارثها بالحكي، المدينة العتيقة ، الترحال، فن الرماية، الأفعال والأحداث التي توارثتها الأجيال، باعتبارها وجدانا مشتركا، يعاش ويحس من خلال الذاكرة، ثم يحضر في ذاكرة الجد وحكايته التي رأى السارد النبش فيها لتخليصه من إخفاقات الحياة المتكررة .
وقبل الاختتام، لا يسعنا سوى أن ننوه ببراعة إدارة عبداللطيف البازي لهذه الجلسة النقدية، والتي تذكرنا بالزمن الجميل للمركز الثقافي الأندلسي .
متابعات.. الرواية والمتخيل المحلي في مرتيل

الكاتب : عبد الله المتقي
بتاريخ : 08/07/2025