ندوة فكرية تاريخية ثقافية من قلب مدينة أسفي
من أجل تخليص التاريخ من الرواية والنقل الشفهي، وإخضاعه للفكر والتاريخ، وفي الذكرى المئوية لوفاة القائد عيسى بن عمر العبدي (1924// 2024) ، نظمت مؤسسة حفدة القائد السي عيسى بن عمر العبدي، ندوة فكرية تاريخية ثقافية علمية في نهاية الأسبوع المنصرم بمدينة الثقافة والفنون بقلب مدينة أسفي، والتي أطرها أكاديميون وباحثون، حضروا للإدلاء بحقائق ووقائع طمست لقرن من الزمن، وعوضت بسيناريوهات على المقاس، حسب تصريحات جل حفدة القائد عيسى بن عمر العبدي.
قدم مسير الندوة الأستاذ محمد زين، إشارات واضحة وهو يفتتح فعاليات هذه الندوة الفكرية والتاريخية والثقافية، كون حقيقة هذا القائد ستشرح اليوم بهذه القاعة في محاولة للكشف عن مجموعة من الحقائق التي طمست وحرفت ، قد تروى لأول مرة.
اول المتدخلين كان الأستاذ الباحث سعيد البهاليل الذي أشار في مداخلته إلى شذرات من حياة القائد عيسى بنعمرالعبدي، قسمها إلى خمس نقط في : 1) – المراحل الأولى لولادة القائد عيسى بن عمر العبدي -2 ) كيف شب بين القبائل. 3) عندما كان خليفة لأخيه ، وأهم الأعمال التي قام بها – 4) الحديث عن القيادة حين كان قائدا، ثم حين أصبح وزيرا للخارجية وبعدها وزيرا للشكايات -5 ) الأفول والسقوط، ونفيه إلى مدينة سلا . وهي المداخلة التي كشفت عن حقائق تابعتها القاعة التي كانت غاصة بحفيدات وحفدة هذا القائد بالإضافة إلى نخبة من الأساتذة والطلبة والمهتمين بتاريخ منطقة عبدة وأسفي، بحيث وقف الجميع على فظاعة ما تم الترويج له .
المتدخل الثاني كان الدكتور والباحث في علوم التاريخ الدكتور المصطفى فنيتير والذي تخصص في الكتابة عن القياد، ومن ضمنهم القائد عيسى بن عمر العبدي، الذي أكد في مستهل مداخلته أن السؤال اليوم هو سؤال مرهون بالوضع الحالي ، خصوصا بعد عملية التشويش التي طالت حقيقة التاريخ ، مركزا على أهمية تدخلات القائد عيسى بن عمر العبدي من أجل استتباب الأمن وبسطه بتراب المطلقة التابعة لنفوذه ، والقضاء على الفتن التي كانت تندلع شرارتها هنا وهناك، مدليا بحقائق رويت عن مجموعة من رجال الفقه والعلم ، ومسؤولين مغاربة وأجانب إبان فترة الحماية . وأكد الأستاذ المحاضر انه إذا كانت بعض تدخلات القائد عيسى بن عمر العبدي تتسم بالقوة، فكان ذاك من أجل القضاء على كل من انخرط في عملية إشعال نيران الفتنة والمس بالاستقرار. فيما اعتبر الأستاذ والباحث إبراهيم كريدية هذه الندوة عرسا فكريا وتاريخيا ، اعتمادا على عنوان الندوة “القائد عيسى بن عمر العبدي…الحقيقة والتاريخ”، مذكرا في بداية مداخلته انه كان يفضل العنوان الذي اقترحه : (القائد السي عيسى بن عمر العبدي…ومحاولة للإنصاف) ، إلا أن مؤسسة حفدة القائد السي عيسى بن عمر العبدي ارتأت أن تربط الحقيقة بالتاريخ. وأكد الأستاذ المحاور إبراهيم كريدية انه اختار موضوعا مستفزا للدفاع عن القائد لتبديد كل الأوصاف والنعوت التي افتري بها عليه ، مؤكدا هو الآخر أن صعوبة المرحلة والفترة التي كانت البلاد تمر منها ، كان لابد من استخدام كل الوسائل المسموح بها لإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها، مستدلا بمجموعة من الأمثلة والطرق التي استعملت في أماكن أخرى وتحت قيادات أخرى ، لكنها لم تثر انتباه أي أحد ، باستثناء القائد عيسى بن عمر العبدي، مدليا هو الآخر بشهادات رواد الفكر والدين والسياسة .
آخر المتدخلين كان الدكتور والباحث سعيد لقبي المهتم بالشأن السياحي، له مجموعة من الأفكار كمشاريع سياحية، حيث أوضح في مداخلته انه من الممكن تحويل قصبة القائد عيسى بن عمر العبدي وفضائها إلى منتزه سياحي ، وتحويلها إلى منطقة سياحية بامتياز، اعتمادا على موروثها الثقافي وتراثها الغني بتقاليد وعادات مازالت ساكنة المنطقة وحفيدات وحفدة القائد عيسى بن عمر العبدي متمسكة بها ، بل هناك إمكانية تنظيم مهرجانات الفروسية والصيد الجماعي باستخدام كلاب الصيد والطيور ، وهو ما يعشقه السائح الأجنبي، وحتى المحلي ، وكلها كانت تمارس من طرف القائد عيسى بن عمر العبدي، مصاحبة بمعارض للصناعات التقليدية التي تزخر بها أسفي وفي مقدمتها الخزف ومجموعة من الصناعات اليدوية التقليدية .
أسئلة المتدخلين من الحضور كانت تصب في اتجاهين : طرح أسئلة في صلب موضوع الندوة …أو تقديم مقترحات على مؤسسة حفدة القائد عيسى بن عمر العبدي، كاقتراح تنظيم ندوة مماثلة،تخص موضوع العيطة الحصباوية العبدية وعلاقتها بفترة قيادة القائد عيسى بن عمر العبدي.