مجلس الأمن يدين هجوم الاحتلال الإسرائيلي على قطر.. وأمريكا تقول: «ما جرى لا يخدم أهداف إسرائيل ولا أمريكا»

الغارديان: ترامب وحده القادر على إجبار رئيس وزراء إسرائيل على إنهاء حملة الإبادة الجماعية في غزة

 

عقد مجلس الأمن الدولي، الخميس 11 شتنبر 2025، جلسة طارئة لبحث الهجوم الإسرائيلي على قطر.
وعقدت الجلسة في نيويورك بحضور رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وشهدت إدانات من قبل الأمم المتحدة وأغلب الدول الأعضاء بالمجلس للهجوم الإسرائيلي.
وأكد محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أمام مجلس الأمن الدولي أن بلاده التي تؤدي دور وساطة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة ستواصل دورها «الدبلوماسي والإنساني»، دون تردد، لوقف إراقة الدماء».
وقال العديد من المندوبين إن القصف الإسرائيلي كان يهدف إلى تقويض جهود الوسطاء الرامية لإنهاء الحرب في غزة.
من جانبها، قالت روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة، إن الضربة الإسرائيلية صدمت العالم، وتشكل انتهاكا لسيادة قطر وسلامة أراضيها.
ووصفت هذا الهجوم بأنه تصعيد مقلق لا سيما أنه استهدف أفرادا كانوا مجتمعين لمناقشة أحدث مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار في غزة.
من جانبها، قالت مندوبة بريطانيا بمجلس الأمن باربرا ودوورد إن بلادها تدين بشكل واضح ضربات إسرائيل على الدوحة وتتضامن بالكامل مع قطر.
بدوره ندد المندوب الفرنسي جيروم بونافون بالهجوم الإسرائيلي، وأكد أنه يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، مرحبا بجهود قطر المضنية في التوسط لإنهاء الحرب في غزة.
ووصف مندوب الصين فو تسونغ الهجمات على الدوحة بأنها انتهاك صارخ لسيادة قطر وللقانون الدولي، مؤكدا أن استهداف وفد حركة حماس بالعاصمة القطرية يعكس سوء النية وانعدام المسؤولية والعزم على تخريب المفاوضات.
وندد المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا بالهجوم الإسرائيلي على منطقة سكنية في الدوحة، مشيرا إلى أن القصف وقع في منطقة تبعد 600 متر فقط عن مقر البعثة الروسية. في المقابل قالت دوروثي شيا، القائمة بأعمال المندوبة الأمريكية، إن ما جرى لا يخدم أهداف إسرائيل ولا أمريكا.
وأضافت شيا أنه رغم الطبيعة المؤلمة للحادثة، يعتقد الرئيس دونالد ترامب أنها قد تكون فرصة للسلام، وفق تعبيرها.
وتابعت أن ترامب أكد لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن مثل هذا الأمر لن يتكرر على أراضي قطر.
من جانبه قال مندوب الاحتلال الإسرائيلي في مجلس الأمن، إن قادة حماس كانوا الهدف الوحيد لهجوم الاحتلال في الدوحة. وأضاف، أنه «لا حصانة للإرهابيين ولا لمن يدعمهم، مضيفا أن لا حصانة لهم سواء أكانوا في نفق أو فندق، بحسب قوله.
وتابع أن «على قطر أن تختار الآن إما أن تدين حماس وتطردها أو ستقوم إسرائيل بذلك». وأضاف، أن قصف الاحتلال للدوحة، مفاده «ألا ملاذ آمنا للإرهابيين في أي مكان لا في غزة ولا في طهران ولا في الدوحة»، وفق قوله.
من جانبه قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن «حكومة إسرائيل مارقة مجبولة على الكراهية ترى نفسها فوق القانون»، مضيفا أن «حكومة إسرائيل المارقة لا تترك أي فرصة لتأجيج الصراع ونشر الفوضى وتعميم العنف».
من جهتها أكدت صحيفة «الغارديان» البريطانية، في افتتاحية لها، أنّ الموقف الغربي سمح بسلبيته لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتجاوز كل الخطوط الحمر، وقالت إن «محاولة اغتيال مفاوضي حماس في عاصمة حليفة للولايات المتحدة كانت من فعل حكومة مارقة غير مهتمة بالسلام».
وتابعت: «مع أنه من غير الواضح مدى قرب قيادة حماس من تأييد مقترحات وقف إطلاق النار التي أيدها دونالد ترامب، والتي كانت تناقش في عاصمة حليف راسخ للولايات المتحدة، إلا الغارة التي أمر بها نتنياهو، ضمنت عدم موافقة مفاوضيها على الجلوس حول طاولة المفاوضات مجددا في أي وقت قريب».
ولفتت إلى أن «إسرائيل سارعت إلى التصريح بأن الهجوم جاء ردا على إطلاق النار الذي تبنته حماس في القدس يوم الاثنين، والذي أسفر عن مقتل ستة أشخاص. ولكنه وقع أيضا في الوقت الذي أمر فيه الجيش الإسرائيلي بإخلاء مدينة غزة بالكامل، تمهيدا لغزو شامل سيجلب المزيد من الموت والدمار لسكان يتضورون جوعا ويعانون من صدمة نفسية».
وأضافت الصحيفة بأنه لا يمكن التجاهل من أن إنهاء المعاناة لا يتوافق مع أهداف نتنياهو وحلفائه من اليمين المتطرف الذين تعتمد عليهم حكومته. ولكن في مواجهة هذا التعنت المزدري والدلائل المتزايدة على أن هذه الأهداف تشمل إقامة «إسرائيل الكبرى» الممتدة إلى ما بعد حدود عام 1967، كان رد فعل الغرب جبان وغير كاف على نحو مؤلم. وبينما يطلق ترامب مواعيد نهائية لا أحد يهتم بها ودعوات فارغة للسلام على وسائل التواصل الاجتماعي، ينشر نتنياهو قوة عسكرية مستمدة من الولايات المتحدة ليتصرف دون عقاب، مهاجما أهدافا من جانب واحد متى وأينما شاء.
ومع ذلك، ورغم انتقاد الرئيس لإسرائيل بعد هجوم الثلاثاء لانتهاكها سيادة حليف للولايات المتحدة، إلا أنه حرص أيضا على الموافقة على الهدف العام المتمثل في القضاء على حماس.
بالنسبة لترامب، يبدو أنه لا توجد خطوط حمراء حقيقية على حكومة إسرائيل المتطرفة يجب ألا تتجاوزها. وفي ظل هذه الخلفية التي تدعو للقلق، من الضروري أن يسعى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وغيره من القادة الأوروبيين لممارسة ضغط أكبر على كل من واشنطن وإسرائيل نفسها، وفق الغارديان.
ونوهت إلى أن تقرير حديث صادر عن أعضاء البرلمان في لجنة الشؤون الخارجية، خلص إلى أنه «يجب على بريطانيا أن تكون أكثر جرأة وحزما في الإجراءات التي ترغب في اتخاذها لعزل حكومة ترتكب جرائم حربها على مرأى من الجميع. كما يجب على الاتحاد الأوروبي أن يتبع الخطاب المألوف بإجراءات عملية، مصممة لتحقيق تأثير اقتصادي مجد».
وشددت على أنه «في نهاية المطاف، فالولايات المتحدة هي وحدها القادرة على إجبار رئيس وزراء إسرائيل على إنهاء حملة الإبادة الجماعية في غزة». ولكن سلبية أوروبا لعبت دورها في تعزيز قناعة نتنياهو بأنه قادر على تشكيل مستقبل الشرق الأوسط وفقا للتصاميم المتطرفة التي وضعها زملاؤه في الحكومة من اليمين المتطرف.
وتقول الصحيفة إن الرمزية التي تحملها دعوات الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وسيعلن بعضها في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر، مرحب بها، لكنها لا تجدي أمام زعزعة قنابل نتنياهو استقرار منطقة الخليج واستعداد سكان غزة المدنيين للأسوأ مجددا، واستمرار الضم الفعلي لأجزاء من الضفة الغربية.


بتاريخ : 13/09/2025