انسحبت، في الأسبوع الأخير، الأحزاب المكونة للمعارضة من الدورة الاستثنائية التي عقدها مجلس مدينة الدارالبيضاء ، الأحزاب المكونة للمعارضة تتمثل في حزب الاتحاد الاشتراكي والعدالة والتنمية والاشتراكي الموحد، وقد أصدرت بيانا تقول فيه بأن المدبرين لمجلس مدينة الدارالبيضاء يعيشون حالة ارتباك واضحة ويتخبطون في سوء التسيير، ولا يحضرون بجدية ومسؤولية للدورات التي تتخذ فيها قرارات جد مهمة، وهم بذلك يؤكدون على استخفافهم بالقانون كما كان ثابتا في السابق، وأضاف البيان بأن المعارضة ما لبثت تنبه رئاسة المجلس لهذا المشكل لكنها تغض الطرف، بل تمادت في هذا التغاضي وفي سوء التسيير ، ولعل خير دليل على ذلك هو ما جرى خلال الاستعداد للدورة الأخيرة، حيث شهدت أشغال اللجان الدائمة تكثيفا من حيث انعقاد اجتماعاتها الخمسة، التي أجريت في ثلاثة أيام، العديد من الاختلالات شابت هذه الأشغال بفعل الضغط، منها عقد اجتماعات متوازية للجنتين دائمتين، يوم الاثنين ويوم الثلاثاء، وهو ما يفهم منه إقصاء عموم أعضاء المجلس والمعارضة خصوصا، من مدارسة مختلف القضايا المدرجة من دون مناقشة جدية وحقيقية، ومنها أيضا غياب ممثلين عن المكتب قادرين على تقديم مختلف الملفات، المرتبطة بالنقط المدرجة بجدول الأعمال، مع غياب عدد من المعنيين بالنقط المدرجة، فمثلا هناك موضوع تصميم التهيئة لتراب عين الشق، لكن غاب أي ممثل عن الوكالة الحضرية، ومما سجلته المعارضة الإخلال بحق أعضاء المجلس في التوصل إلى الوثائق ذات الصلة بالنقاط المدرجة بجدول الأعمال، واعتبرت المعارضة أن ما يجري في المجلس هو ضعف في الجدية للتحضير لدورات المجلس، يكرس تراجعا واضحا في مجال الديمقراطية المحلية، وقد لا حظ الجميع كيف أن سوء التدبير هذا، اضطر معه المكتب المسير في العديد من المرات إلى إلغاء مقررات، سبق أن صوت عليها بشكل متسرع في الدورات السابقة، وبالنظر إلى هذا كله وغيره من اختلالات لم تذكر في البيان، فإن المعارضة ترى بأن مثل هذه الممارسات هي التي تسهم في إضعاف أدوار المجالس المنتخبة، وتؤدي أيضا إلى مخالفة النصوص التشريعية ومجانبة قواعد الحكامة الرشيدة، فضلا عما تكشفه من ضعف وارتباك للمسؤولين، وطالب البيان بعد تنديده بما يحصل، بتدخل الوالي في نطاق ماهو مخول له من صلاحيات من أجل الوقوف على احترام القانون.
من جهة أخرى بدأت تتصاعد الخلافات داخل المقاطعات، بين الأعضاء المنتمون للأغلبية وحتى غير المنتمين لها، من مثل ذلك ما يجري في عين الشق وسيدي بليوط والحي الحسني ومولاي رشيد وعين السبع، التي تعيش على صفيح ساخن هذه الأيام، حتى أن المعطيات تفيد بأن التنسيق بين أعضاء مجلسها يجري على قدم وساق للإطاحة برئيسها.
مجلس مدينة الدارالبيضاء يدخل مرحلة الصراعات الفعلية
الكاتب : العربي رياض
بتاريخ : 04/12/2024