مجلس مدينة الدار البيضاء يخفي 640 مرحاضا متنقلا تحت الأرض ويبدد ما يناهز مليارسنتيم ونصف

 

أصبح الممر تحت أرضي الكائن أسفل برج الأحباس الشهير بمركز مدينة الدارالبيضاء، منذ شهور طويلة، مخزنا لمراحيض عمومية متنقلة المفروض أن تؤثث تراب العاصمة الاقتصادية منذ فترة طويلة قبل أكثر من سنتين من الآن ، السؤال هو لماذا هذه المراحيض مكدسة هناك بدل وضعها في الأماكن التي يجب أن تكون فيها ؟ ثم من صاحب هذه الصفقة ولماذا كل هذا التأخر في وضعها رهن إشارة المواطنين ؟ أو لا يعد هذا تبديدا للزمن المغربي وتمديدا لتلوث المدينة بحكم أن كل الفضاءات الفارغة أضحت مرحاضا عموميا بدلا عنها ؟
فقبل سنتين وفي الولاية السابقة وبعد ضغط من الرأي العام البيضاوي، الذي ندد بغياب مرافق صحية في مدينة تعد أكبر مدينة في المغرب وأرادتها الدولة أن تصبح عاصمة للمال والأعمال، ودشن بها ملك البلاد مشاريع مهيكلة كبيرة ومشرفة، فما كان من المدبرين للشأن المحلي البيضاوي إلا الإسراع بإطلاق صفقة تهم مؤخرا إطلاق مشروعين صحيين يتعلقان بالراحة البيولوجية لأبدان الساكنة، المشروع الأول يتعلق بإصلاح المرافق الصحية القديمة المحدثة منذ الحماية، حيث كان موضوع صفقة عمومية تهدف لإصلاح هذه المراحيض المتفرقة على بعض الممرات والفضاءات العامة، ويتعلق الأمر بمرافق تتوزع على خمس مقاطعات منها سبعة مرافق بمقاطعة سيدي بليوط ، وثلاثة مرافق صحية بمقاطعة مرس السلطان ومرفقين صحيين بمقاطعة الصخور السوداء ومرفق صحي بمقاطعة آنفا وآخر بمقاطعة الفداء .
أما المشروع الثاني فيذهب إلى إحداث 128 مرفقا صحيا جديدا بتراب الجماعة البيضاوية برمتها، موزعة على كل مقاطعاتها الستة عشر بمعدل ثمانية مرافق لكل مقاطعة بما مجموعه 640 مرحاضا عموميا بكلفة مالية تقدر بمليار
و408 ملايين سنتيم، وسينجز المشروع على أشطر، الشطر الأول يشمل مقاطعات أنفا والحي الحسني والمعاريف وسيدي بليوط، حيث ستستفيد من 32 مرفقا صحيا بكلفة تقارب 11 مليون سنتيم لكل مرفق، ويتكون كل مرفق من خمس وحدات ، منها وحدتان خاصة بالنساء ووحدتان للرجال ووحدة خاصة بالأشخاص في وضعية إعاقة وقالت بعض المصادر إن هذا الشطر كان موضوع طلب عروض، أما باقي الأشطر المتعلقة بالمقاطعات الأخرى فهي في طور الدراسة والإنجاز ، والملاحظ أن المقاطعات التي تضم الأحياء الفقيرة تأتي دائما في ذيل أسبقية الاهتمامات .. اليوم نتفاجأ بكل هذه المراحيض مكدسة في ممر تحت أرضي، فما السر في ذلك ؟ !


الكاتب : العربي رياض

  

بتاريخ : 28/09/2022