مباشرة بعد أن قامت الجماعات الترابية المؤثثة لجهة الدارالبيضاء سطات بانتخاب ممثلين لها ، داخل الإطار الجديد مجموعة الجماعات الذي سيشرف على توزيع الماء والكهرباء والتطهير السائل ، وهو الإطار البديل الذي سيعوض مؤسسة التعاون بين الجماعات التي كانت تشرف على هذا القطاع بالإضافة إلى قطاع النقل الحضري ، ظهرت في الأفق بوادر تصدع بين التحالف المسير لشؤون هذه الجماعات خاصة في الجماعات الكبرى كالدارالبيضاء ، والمكون أساسا من ذات التحالف الحكومي الذي يضم الحرار والبام والاستقلال ، حدة التصدع ستزداد حينما أصدر الوالي إعلانا عن الترشح لرئاسة المجموعة ، في الوقت الذي كان يعتقد فيه الجميع بأن الرئاسة ستؤول مباشرة إلى رئيسة مجلس مدينة الدارالبيضاء ، كما كان معمولا به في مؤسسة التعاون ، على اعتبار أن الدارالبيضاء هي المساهم المالي الأكبر في القطاع . إعلان الوالي سيفتح شهية المتحالفين مع حزب التجمع الوطني للأحرار خاصة من حزب البام ، إذ بمجرد أن تم الإعلان على أن آخر يوم لوضع الترشيحات هو يوم الأحد الأخير، حتى تزاحمت ترشيحات أخرى تنافس إسم رئيسة مجلس مدينة الدارالبيضاء ، على رأسها رئيس جماعة مديونة المنتمي للبام أي الحليف الاستراتيجي لحزبها ، وهو ترشيح صدم الجميع ‘إذ بإمكانه أن يعصف بهذا التحالف خاصة وان تنسيقا وطيدا ظهر في للعيان بينه وبين حزب الاستقلال بهذا الخصوص ، والأرقام التي أفرزها انتخاب الأعضاء المكونين للمجموعة ، تشي بأن التحالف بين الحزبين المذكورين سيجعل الحزب الغلبي خارج اللعبة ، ويزداد المر صعوبة عندما نعلم بأن الاتحاد الدستوري مساند لمرشح البام . المجلس يتكون من 189 عضوا ، يتوفر حزب الأحرار منه على 57 عضوا يليه حزب الاستقلال ب 50 عضوا وفي الصف الثالث يأتي البام ب 38 عضوا ، ثم الاتحاد الدستوري ب 19 عضوا ..
ويطهر من هذه الرقام بان التحالف الثلاثي الجديد المكون من البام والاتحاد الدستوري والاستقلال قد يفوز بالرئاسة بكل سهولة ، وبالتالي تسحب من الدارالبيضاء مكانة رأس التدبير رغم انها المساهم المالي الكبر في قطاع توزيع الماء والكهرباء والتطهير السائل .
بهذه المستجدات ، سارعت رئيسة مجلس مدينة الدارالبيضاء إلى وضع جدولة للقاءات بينها وبين المتحالفين مع حزبها وهي اللقاءات التي انطلقت يوم أمس الثلاثاء ، وستكون البداية مع الأغلبية وتنتهي بممثلي المعارضة ، لتليين المواقف وحل الخلافات القائمة ، لكن بالموازاة مع ذلك تجري التنسيقات الموازية بين التحالف الجديد لجمع أكبر عدد من المؤيدين .
التصدع بين التحالف المسيرلشؤون جماعة الدارالبيضاء وباقي الجماعات ، منتعش منذ هيكلة المجالس المنتخبة ، لكنه متفاوت البروز بين هذه الجماعة وتلك وفي مقاطعة وأخرى وحتى داخل جماعة الدارالبيضاء ، فنقتصر على ما جرى في آخر دورة حيث أعلن نائب رئيس فريق التجمع الوطني للاحرار عن تجميد عضويته وهدد بمواقف سيعلن عنها في المستقبل ، كما عبر عضو من فريق حزب البام عن استيائه مما يجري داخل فريقه ، الخلافات بين احزاب التحالف فهي قائمة دائما في المقاطعات وتبرز بين الفينة والأخرى داخل مجلس مدينة الدارالبيضاء وحتى داخل الجهة.
«مجموعة الجماعات» تفجر التغول الثلاثي بجهة البيضاء – سطات
الكاتب : العربي رياض
بتاريخ : 20/12/2023