أعلنت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط أمس عن إطلاق تطبيق هاتفي جديد للنصائح والإرشادات الفلاحية من شأنه أن يحدث إضافة نوعية هامة في الممارسات الزراعية بالمغرب، حيث يقدم يقدم هذا التطبيق الذي يحمل إسم tmar @ العديد من الخدمات العملية التي يمكن للفلاح أن يسفيد منها خلال جميع مراحل الأنشطة الزراعية التي يزاولها. حيث يهدف التطبيق إلى توفير المعلومات العلمية للجميع، إلى جانب تيسير اتخاذ القرارات المتعلقة بالأنشطة الفلاحية خاصة في الجانب التقني، الزراعي والاقتصادي.
وقالت فتيحة الشرادي، مسؤولة السوق الداخلي والتنمية الفلاحية لدى مجموعة OCP، إن التطبيق الذي يمكن تحميله على الهواتف الذكية مجانا يقدم حاليا 6 خدمات تشغيلية أساسية تتعلق بالتتبع الحقلي عبر خدمة توفر للفلاح أدوات للمساعدة من أجل تتبع الحقل طيلة المسار التقني للزراعة
وأوضحت الشرادي خلال لقاء صحفي نظم أمس بالدارالبيضائ أن التطبيق يوفر خدمة هامة تساعد الفلاح في اختيار أسمدة NPK الواجب استعمالها من أجل مردودية مثالية. وتأخذ هذه الخدمة بعين الإعتبار الإمكانات المناخية والزراعية للجهة إضافة إلى تحاليل التربة ونوعية الزراعات.
كما يمكن للفلاح المستعمل لهذا التطبيق أن يطلع على خاصية «محاكاة الربحية» التي تمكنه من تبني نهج اقتصادي يؤكد على نجاعة العمليات وربحيتها قبل التنفيذ.
بالإضافة إلى ذلك يقدم هذا التطبيق خدمة الطقس التي بفضلها يتلقى الفلاح في الوقت الحقيقي البيانات والتوقعات الجوية لمنطقته بشكل دقيق (التساقطات المطرية، التبخر، الرياح، رطوبة التربة …) كما يمكنه عبر خدمة «معلومات الأسواق» أن يتصفح المعلومات المحينة حول الأسعار العالمية للمنتجات الفلاحية التي تحظى باهتمام الفلاحين والنظام الإيكولوجي.
وعبر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يقدم التطبيق الجديد خدمة «دكتور النباتات» التي تساعد الفلاح على تحديد «أعداء النباتات» واقتراح وسائل العلاج الملائمة، إذ يكفي أن يلتقط الفلاح صورة للنبتة المريضة ويقوم النظام تلقائيا بعملية التشخيص واقتراح استراتيجية المكافحة المناسبة.
وقالت فتيحة الشرادي إن هذا التطبيق لا يتوخى اعتماد التكنولوجيا من اجل التكنولوجيا، بل الهدف هو استخدام هذه الأخيرة في الممارسة العملية للزراعة، على النحو الذي يجعل كل فلاح على دراية واسعة بكل ما يتعلق باستغلاليته، أيا كان نوع الزراعات التي يمارسها، والأهم من هذا أن التطبيق يمكنه من الاستفادة من المتابعة الخاصة من طرف المهندسين الفلاحيين والمستشارين الزراعيين و تدليل العقبات التي تعترض أنشطته.
وحول إمكانيات نجاح هذا التطبيق، في ظل ارتفاع نسبة الأمية بين الفلاحين وضرورة توفر الفلاح على هاتف ذكي، قالت الشرادي إن مصممي هذا التطبيق وكلهم مهندسون زراعيون، ومهندسو المعلوميات والاتصالات، ومهندسو الحلول، مصممو التطبيقات وتشكيلة من الخبرات المهنية الأخرى، كانوا حريصين على استيعاب جميع التحديات التي تحيط باستخدام هذا التطبيق، معتبرة أن حوالي 60 إلى 70 في المائة من المزارعين اليوم في المغرب يتوفرون على هواتف ذكية ، كما أن التطبيق صمم بتعاون مع عينات مختلفة من الفلاحين و بشكل بسيط يجعله سهل الاستخدام، ولتجاوز حاجز الأمية الذي يمكن التغلب عليه مرحليا بمساعدة أبناء الفلاحين المتمدرسين، يدرس مصممو التطبيق تضمين خاصة النصوص الصوتية الناطقة بمجموعة من اللهجات: الدارجة و الأمازيغية..
وتعتمد هذه الباقة، السهلة والتفاعلية، على مفاهيم ونماذج متطورة مثل الذكاء الاصطناعي، صور الأقمار الصناعية والعديد من التقنيات التي تمكن من تقديم توصيات على المقاس لكل فلاح وفقا لاحتياجاته. ومن خلال الدعم المشخص لكل فلاح، يغطي التطبيق بالفعل العديد من المحاصيل الأكثر انتشارا في المغرب (الحبوب، القطاني، الأشجار المثمرة والخصروات)، وسيتم إغناء هذا التطبيق باستمرار وفقا لاحتياجات الفلاحين من أجل تقديم خدمات جديدة.
تجدر الإشارة إلى أن المبادرة تستفيد من العديد من المكتسبات التي تم تطويرها على مستوى المملكة، خاصة في إطار التعاون المرجعي بين مجموعة OCP ومختلف الشركاء، ويتعلق الأمر بخارطة خصوبة التربة التي تعتبر ثمرة شراكة مع وزارة الفلاحة، الصيد البحري، التنمية القروية والمياه والغابات. ينطبق ذلك أيضا على الخبرة العلمية التي طورتها المؤسسات العلمية الوطنية وخاصة المعهد الوطني للبحث الزراعي (INRA)، معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة (IAV)، المدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس (ENA) وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير (UM6P). يرتكز تطبيق @tmar كذلك على المعارف التكنولوجية لشركة IBM و Teal إضافة إلى الأدوات التواصلية لمختلف فاعلي الاتصالات على الصعيد الوطني وخاصة في المناطق القروية.