بعد عشرات السنين، يتم إزالة كل البراريك التي كانت في أكبر وأشهر حي للصفيح بمدينة سلا، حي «سهب القايد» المحسوب على جماعة بطانة حي السلام، ففي إطار مخططها التقني للقضاء على المواقع الصفيحية بسلا ولتسريع إعلان سلا مدينة بدون صفيح، سارعت سلطات المدينة وبتوجيهات من والي الجهة وعامل سلا، إلى استكمال عمليات إعادة الإيواء، والترحيل التي تستهدف ساكنة هذه البراريك.
لقد قامت السلطات المحلية بمجهودات كبيرة، حيث باشرت مؤخرا عمليات الهدم وإزالة البراريك بحي «سهب القايد»، بحضور القوة العمومية، ولم تسجل أية مناوشات مع السكان، حيث أصبح المكان فارغا، وقامت الجرافات بتهيئته وتمشيطه، واستفاد قاطنو هذا الحي الصفيحي، بعد تنظيم عمليات القرعة، من بقع أرضية لأسرتين وبأثمنة تفضيلية بتجزئة المنتزه 1 ببوقنادل.
ولتسهيل عملية الترحيل والإيواء، عمدت السلطات المحلية إلى تخصيص شباك وحيد بعين المكان يضم مختلف المصالح، من سلطات محلية وجماعية مكلفة بالمصادقة على الوثائق، وأيضا ممثلي وزارة الإسكان ومؤسسة العمران وممثلي المؤسسات البنكية، وذلك لتسريع وتيسير المساطر بالنسبة للمستفيدين، بغرض مساعدتهم على تكوين الملف الإداري والمالي للسكن الجديد، وإجراء القرعة وتسلم البقع بعين المكان.
وبعد الحي الصفيحي «سهب القايد»، تعكف السلطات المختصة كذلك على مباشرة ترحيل وإعادة إيواء ساكنة التجمع الصفيحي الضخم راس الما (الديبو) المحسوب على جماعة تابريكت والقريب من سكة الترامواي التي تمر من شارع محمد الخامس، حيث تم الشروع في العملية الترحيلية ببلوك 10 المحاذي لشارع محمد الخامس، ويبدو أن العملية سارية في الاتجاه الصحيح، بالرغم من أن فيروس كورونا كان قد شكل حجر عثرة السنة الماضية أمام التقدم في عمليات الترحيل واستفادة قاطني الحي الصفيحي من بقع أرضية.
لقد استفاد قاطنو الحي «الديبو» من بقع أرضية لأسرتين من أجل بنائها، وخصصت السلطات العمومية شباكا وحيدا بعين المكان لتسهيل العمليات الإدارية والتقنية والقانونية التي تخص هذه العملية، للاستفادة من سكن لائق بجماعة بوالقنادل وسيتم تهيئة وعاء عقاري ثان (المنتزه 2) للاستجابة للحالات المتبقية.
وسبق لعمالة سلا ممثلة في قسم التهيئة العمرانية والبيئة، أن أكدت أن العمالة والولاية، وبتعاون مع كافة الأطراف المعنية من قطاعات حكومية، تعمل بكل جدية لإنجاح البرنامج الاجتماعي والسعي الحثيث لإعلان المجال الحضري لسلا مدينة بدون صفيح أواخر السنة الجارية مضيفة، في نفس الوقت، أن عمالة سلا وولاية الجهة، وبعد اجتماعات جهوية مركزية، أعدوا اتفاقيات تمويلية للقضاء على مظاهر الصفيح بكافة تراب العمالة تشمل الجماعات الترابية ببوقنادل وعامر بالضواحي إلى غاية نهاية 2022.
وبحسب بعض المعطيات الأولية، فقد تمت معالجة منذ بداية سنة 2019، 11 حيا صفيحيا من أصل 23 ، مما مكن من ترحيل 1240 أسرة وإخلاء 20 هكتارا، وتوجد 5 أحياء في طور المعالجة، تشمل 2921 أسرة ، تم إخلاء 1820 أسرة منها.
وبخصوص التجمع الصفيحي «سهب القايد» فقد تم ترحيل 100 في المائة من السكان، فيما يتعلق بحي رأس الماء «الديبو» فيتم ترحيل قاطني بلوك 10 بمحاذاة شارع محمد الخامس، وتم إخلاء 70 % من مجموع 449 أسرة.
ووفق نفس المعطيات، فإن نصف عدد الحالات المشمولة بقرار الترحيل سيحتضنها موقع المنتزه 1 ، أي حوالي 3500، فيما العدد المتبقي من أصل 7012 سيوجه للمنتزه 2.