عرف المركب الثقافي مولاي رشيد بالدار البيضاء يوم الأربعاء 22 نونبر 2023 افتتاح أنشطته السينمائية بتكريم الفنان والمخرج حميد الزوغي الذي يعتبر من أيقونات المشهد السينمائي المغربي، نظرا لعاطاءاته الإبداعية في مجال السينما سواء على مستوى الإخراج أو التمثيل، مما جعله مرجعا أساسيا بالنسبة للأجيال القادمة وبالنسبة لتاريخ السينما المغربية على مستوى التأريخ لهذا الجنس التعبيري كذاكرة جعلت منه مرجعا أساسيا لا محيد عنه في المشهد الثقافي والفني المغربي، فكان هذا التكريم تأكيدا على أهمية عطاءاته وتجاربه الفنية كإضافة نوعية واحترافية أعطت للمشهد السينمائي نفسا جديدا ومجددا ومفصليا بين التقليد والحداثة في هذا المجال.
فكان هذا التكريم والاحتفاء بهذا الفنان مدخلا وعتبة في هذا المهرجان بمقاطع موسيقية من إبداع الفنان الموسيقي فتاح النكادي تعبيرا عن ما تختزنه قريحته الإبداعية في حق المحتفى به.
وقبل هذا التكريم تم تقديم كلمات المنظمين والداعمين للمهرجان، وبعدها تم تقديم أعضاء لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، وعرض فيديو يعرف بالأفلام المشاركة. ليليه عرض شريط طويل تحت عنوان «مواسم العطش» لمخرجه الفنان حميد الزوغي.
أما في اليوم التالي أي الخميس 23 نونبر 2023، فقد عرف فضاء المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بالدار البيضاء، لقاء مباشرا مع الفنان والمخرج إدريس الروخ، الذي أطره الكاتب والناقد حسن نرايس، بحبكة المتمرس في تسيير لقاءات من هذا النوع، فكان لقاء مفتوحا على كل حيثيات تجربة الفنان إدريس الروخ، الذي تحدث من خلال الأسئلة العميقة والمطروحة، عن بداياته واهتماماته بالمجال الفني منذ بداية نشأته، بطريقة متسلسلة زمانيا وكرونولوجيا، بكل وضوح وموضوعية، كمبدع بدأ مشواره انطلاقا من واقع مرير، الذي كان حافزا على تحقيق مبتغاه رغم العوائق المادية والمعنوية، التي ساهمت في تكوين شخصيته للوصول إلى هدفه المنشود.
إن المثير في هذا اللقاء مع هذا الفنان، هو تكوينه المرجعي الثقافي المتعدد، لانفتاحه على جنس أدبي جعل منه ملاذا لتجربة أخرى لها علاقة وطيدة بعالم السينما، وهو الرواية، كعتبة إبداعية تتقاطع مع اهتماماته في شموليتها الإبداعية، حيث أعلن مستقبلا، عن إصدار أول رواية موسومة ب «نداء النسيان» تتعلق بسيرته الذاتية في قالب سردي يكشف بكل وضوح عن أسرار محنته ونضاله لما وصل إليه من إنجازات في حياته المهنية، متمنيا أن تصبح هذه الرواية شريطا سينمائيا، من إخراج شخص آخر، حتى يتجنب ما هو ذاتي باكتفائه بدور الممثل فيه فقط..
أما عشية نفس اليوم، قام الأستاذ عبد المجيد تومرت بالمركب الثقافي مولاي رشيد، بتأطير ورشة للقراءة الفيلمية بحضور عدد من المهتمين بالسينما ومن بينهم تلمذات وتلاميذ دار الطالبة، مع عرض فيلم فرنسي قصير تحت عنوان «البرقية» Télégramme لمخرجته كورالي فيرجيت، حيث اجتمعت في هذا الشريط كل المواصفات والعناصر الإيجابية لتحليل وتفكيك الصور الدلالية والسيميائية لقراءة المشاهد واللقطات الفيلمية، بطريقة علمية وموضوعية قابلة بطريقة زئبقية أن تنطبق كدراسة على كل الأشرطة السينمائية.
بعدها وفي ختام أمسية نفس اليوم، تم عرض خمس أفلام مشاركة في المسابقه الرسمية للمهرجان، في انتظار عرض الأفلام الخمسة الأخرى المتبقية في اليوم التالي، وهي «قطع» للمخرج صلاح الجبالي، «ذاكرة النسيان» الهواري غباري، و»على حافة البحر» لمحمد الهوري، و»طريق لحجر» لادريس صواب، و»الحالة» لدلال العراقي.أما يوم الجمعة 24 نونبر 2023 على الساعة العاشرة صباحا، بالمدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن، فقد تم عرض شريط خاص حول تجربة الفنان عمر السيد موسوم ب «مسيرة إنسان ومسار فنان»، بحضور المخرج خالد بدري، ومن تقديم عبد الله لوغشيت وتسيير رئيس النادي السينمائي عبد الحق المبشور، حيث جاء هذا الشريط ليعزز مكانة الفنان عمر السيد ضمن مجموعة ناس الغيوان، كصوت متميز أراد له المخرج أن يبرز مدى قوة حباله الصوتية ضمن المجموعة، ومعاناته بعد وفاة ابنته، مع جرد مقاطع غنائية قوية من أداء المحتفى به عمر السيد.
مباشرة بعد هذا العرض، تم تقديم وتوقيع الجزئين (الرابع والخامس) من سلسلة «وجوه من المغرب السينمائي» للناقد السينمائي أحمد السيجلماسي، ضمن منشورات النادي السينمائي لسيدي عثمان، قدمه التشكيلي والناقد شفيق الزكاري.
جاءت هذه الكتب امتدادا للأجزاء الثلاثة الصادرة سابقا، لتؤرخ لمحطات في السينما المغربية، نظرا لفقر المكتبة المغربية على مستوى التأريخ في هذا المجال، مع جرد كرونولوجي للأفلام السينمائية المغربية منذ بداية القرن الماضي، مصاحبا لصور وأسماء المخرجين وملصقات الأشرطة السينمائية، باعتبار أن هذه البادرة كانت من أصعب المهام العملية، لقلة المصادر والمراجع حسب قول الناقد أحمد السيجلماسي.
أما في الثالثة من زوال نفس اليوم، فقد قام الناقد السينمائي مجيد سداتي، بالمركب الثقافي مولاي رشيد، بتأطير ورشة كتابة السيناريو، باعتباره أحد المهتمين والممارسين لهذا النوع من العناصر الأساسية المكملة للإخراج السينمائي مع إعطاء أمثلة تطبيقية ومرئية لكيفية إنجاز كتابة السيناريو.
بينما في السابعة مساء وبنفس المكان، تم عرض الحصة الثانية من الأفلام القصيرة المشاركة في المهرجان، التي جاءت على الشكل التالي:
«حبال المودة» لوجدان خالد، «احتفاء» لبلال طويل، «الرسالة» لمحمود أيت الحاج، «ولد السبت» لعماد الزواغي، وأخيرا «تضحية» لأيوب بودادي.
وفي ليلة نفس اليوم وبدار الطالبة الموجودة بعمالة مقاطعات مولاي رشيد، تم عرض الشريط السينمائي الطويل «بولنوار» للمحتفى به في هذه الدورة، المخرج والممثل حميد الزوغي.
أما في الساعة العاشرة صباحا من يوم الختام السبت 23 نونبر 2023، بالمدرسة الوطنية العليا للفنون والمهنن فكانت جلسة مفتوحة مع مخرجي الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، والحديث عن ظروف وحيثيات إنجازهم لهذه الأفلام.
بينما في الساعة الثالثة بعد الزوال، كان لقاء جمهور عمالة سيدي عثمان، بالمركب الثقافي مولاي رشيد مع المخرج عبد الله عباري، لأجل إلقاء محاضرة وتأطير ورشة في موضوع «الألوان في السينما»، حيث عمل على توضيح كيفية الاشتغال بالألوان وإمكانية مساعدتها على نقل المشاعر والأحاسيس ودورها في تحديد الجو العام للفيلم، واستخدامها لتعزيز الشخصيات وتمييزها، وتحديد صفاتها، وتأثيرها على الحبكة السردية، وأخيرا استخدامها للدلالة على مواضيع معينة في تطورات القصة أو الموضوع المطروح.
وفي حفل الاختتام من نفس اليوم، تم تكريم الفنان عمر السيد، الذي لم يحضر نظرا لوضعيته الصحية، وبعده تم الإعلان عن المتوجين بجوائز المسابقة، التي جاءت على الشكل التالي:
التنويهات:
1- تنويه اللجنة لفيلم « ولد السبت « لعماد الزواغي.
2- تنويه لعبد الغني الصناك عن دوره في فيلم « تضحية «
3- تنويه للطفل زكريا عنان عن دوره في فيلم « طريق لحجر»
4- وتمنح اللجنة تنويها لأول مرة في هذه الدورة خاص بالصورة لمدير التصوير علي بن جلون عن فيلم «طريق لحجر».
جائزة التشخيص:
هذه الجائزة عادت للممثلة جليلة التلمسي عن دورها في فيلم «حبال المودة للمخرجة وجدان خالد.
جائزة لجنة التحكيم:
كانت من نصيب المخرج الهواري الغباري عن فيلمه «ذاكرة النسيان».
الجائزة الكبرى:
أما هذه الجائزة فقد عادت لفيلم « حبال المودة» للمخرجة وجدان خالد.
وأخيرا تم عرض الفيلم الطويل «خربوشة» بدار الطالبة لمخرجه حميد الزوغي، الذي حملت اسمه هذه الدورة.