في حملة قمع ممنهجة تطال كل صاحب رأي مخالف
آخرها إدانة صحافي رياضي فرنسي بسبع سنوات
ثبتت محكمة استئناف في العاصمة الجزائرية أمس الثلاثاء عقوبة بالسجن خمس سنوات بحق الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال لاتهامه بـ»المساس بوحدة الوطن»، وفق ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس في قاعة المحكمة.
وتحدثت رئيسة المحكمة بالفرنسية إلى صنصال، بعد تلاوة الحكم باللغة العربية، قائلة «لقد تم تأكيد حكم المحكمة الابتدائية. أمامك ثمانية أيام لتقديم استئناف أمام محكمة النقض».
ورفض المحامي الفرنسي الجديد للكاتب بيير كورنوت-جنتيل الذي وصل إلى الجزائر العاصمة في الأيام الماضية، التعليق على هذا الاحتمال ردا على سؤال لوكالة فرانس برس.
وقال «ليس لدي أي تعقيب؛ ينبغي أن ازور موكلي لمناقشة إمكانية الطعن».
وأوضح محامي الكاتب، البالغ 80 عاما والمصاب بالسرطان، أنه «التقى به أمس (الاثنين)، وهو بخير».
وحكمت محكمة ابتدائية في 27 مارس على صنصال بالسجن خمس سنوات لإدانته بتهمة المساس بسلامة وحدة الوطن، بسبب تصريحات أدلى بها في أكتوبر الماضي لوسيلة إعلام فرنسية، أكد خلالها بأن قسما من أراضي المغرب اقتطع في ظل الاستعمار الفرنسي وضم للجزائر.
وأدى اعتقاله في 16 نوفمبر في الجزائر العاصمة إلى تأجيج نزاع حاد بين باريس والجزائر اندلع في يوليو 2024 بسبب اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء
ومنذ ذلك الحين، يمر البلدان بأزمة دبلوماسية غير مسبوقة تميزت بطرد دبلوماسيين من كلا الطرفين، وقيود على حاملي التأشيرات الدبلوماسية، وتجميد التعاون.
وعقب صدور الحكم، أعرب رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو عن أمله في صدور عفو رئاسي عن صنصال، مضيفا بأن « ما يتعرض له بوعلام صنصال وضع لا يطاق بنظر الفرنسيين والحكومة الفرنسية… والآن، وبعد صدور الحكم، يمكننا أن نتصور صدور عفو عنه لا سيما بالنظر إلى صحة مواطننا».
وأوضح بايرو «أعلم أن جميع الأجهزة التنفيذية، من رئيس الجمهورية إلى الحكومة، تعمل في هذا الاتجاه حتى تنتصر الإنسانية».
وأكد وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو الذي دعا إلى «رد تدريجي» على الجزائر في هذه القضية، إلى جانب بايرو أنه لا يريد «إضاعة أي فرصة، وعلى الخصوص من الآن وحتى نهاية الأسبوع، لإطلاق سراح بوعلام صنصال».
وإلى جانب قضية الكاتب بوعلام صنصال، واصلت الجزائر حملة الاعتقالات التي تطال الصحافيين والكتاب والنشطاء، في حملة قمعية ممنهجة، طالت عددا من الأجانب أيضا، من بينهم الصحافي الرياضي الفرنسي كريستوف غليز، المتخصص في كرة القدم، الذي حكم عليه الأحد بالسجن سبع سنوات في الجزائر بتهم أبرزها «تمجيد الإرهاب»، وفق ما أعلنت الأحد منظمة مراسلون بلا حدود ومجموعة «سو بريس» التي يعمل فيها، ونددت الأخيرة بالعقوبة «غير العادلة».
وفي هذا الإطار، أعربت فرنسا عن «أسفها الشديد للحكم القاسي» الصادر بحق كريستوف غليز ، مؤكدة التزامها بحرية الصحافة .
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان نشر غداة كشف القضية من قبل منظمة مراسلون بلا حدود ومجموعة سو بريس التي يعمل لحسابها «تعرب فرنسا عن أسفها العميق للحكم القاسي بالسجن سبع سنوات الذي صدر بحق الصحافي الفرنسي كريستوف غليز».
وقدم غليز استئنافا الاثنين ضد الحكم، كما أكد محاميه صالح ابراهيمي لوكالة فرنس برس.
وأوضح المحامي الذي أكد انه زار الصحافي في السجن «لقد قدمنا استئنافا» وستتم إعادة محاكمته لكن ليس قبل الدورة الجنائية المقبلة المقررة في أكتوبر.
وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية الاثنين أنها تتابع «عن كثب» وضع الصحافي «منذ اعتقاله في الجزائر في ماي 2024» وأنها «قدمت له المساعدة والحماية القنصلية طوال فترة محاكمته».
وأكدت أن «جميع الأجهزة المعنية لا تزال على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة له وهي على اتصال دائم به وبعائلته ومحاميه».
وكان كريستوف غليز توجه إلى الجزائر لإعداد تقرير عن أحد أكبر أندية البلاد، نادي شبيبة القبائل (JSK)، ومقره تيزي وزو شرق الجزائر العاصمة.