محمد أبعمران المعروف ب «بوتفوناست» .. هرم من أهرامات المسرح والفيلم الأمازيغيين

 

توفي، يوم الخميس 20 فبراير 2020 الفنان الأمازيغي محمد أبعمران المعروف في الأوساط السوسية بـلقب « بوتفوناست «، حيث لفظ أنفسه الأخيرة بمدينة الدار البيضاء، عن سن ناهزت 80 عاما، بعد معاناة مريرة مع المرض لم ينفع معه علاج.
وقد خلفت وفاته حزنا عميقا في صفوف أفراد أسرته و جمهوره الواسع، الذي كان يتابع مسلسلاته و أفلامه الناطقة باللغة الأمازيغية، و عندما نعي خبر وفاته رثاه عدد من عشاق أفلامه و متتبعي أعماله الفنية الغنائية و السينمائية على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.
و قد ازداد أبعمران سنة 1932 بمنطقة أيت ارخاء التابعة حاليا لإقليم سيدي إفني، حيث تفتقت موهبته الفنية منذ سن مبكرة، حيث ولج عالم الفن و عمره كان لا يتجاوز 18 سنة، لكن لم يسطع نجمه إلا في بداية التسعينيات من القرن الماضي عبر شريطه الغنائي ثم فيلمه السينمائي الأمازيغي الشهير « بوتفوناست «.
و يُعتبر فقيد السينما الأمازيغية من أبرز الوجوه الفنية التي بصمت على حضور مميز في الأفلام الناطقة بالأمازيغية ( تشلحيت )، خصوصا في بداية تسعينيات القرن الماضي، التي شهدت فيها منطقة سوس تحديدا ثورة في السينما الأمازيغية مع فيلم « داحماد بوتفوناست «، الذي لعب الراحل بطولته إلى جانب المرحوم الحسين إبوركا.
و حسب مصادر الجريدة، فالفنان الراحل معروف لدى القاصي و الداني بشخصيته القوية و بحبه لفنه و عشقه لوطنه و محبا للخير و للناس، حيث عرف لدى أصدقائه و محبيه بالصدق و دماثة الخلق و حسن المعاشرة، و بإرثه الفني الواسع من خلال الأعمال الفنية التي تركها، من أبرزها الفيلم الأمازيغي الناجح « بوتفوناست « و أغنيته الشهيرة: « إميكسيميك «، فضلا عن أغنيته الثانية التي نالت حظا من الشهرة و المسماة: « بوسالم «.
ولع بالفن و الفنون و الفنانين منذ صغره، و انتقل يجول البلدان من أقصى المغرب حاملا الطارة و البندير و روح الدعابة لا تفارقه، و كله أمل و طموح، و لقد وجد المرحوم ضالته بين الروايس متنقلا بين أكَادير، تيزنيت، الصويرة، مراكش و البيضاء..، تقول ذات المصادر.
و كتب عنه أيضا أنه « كان صديقا للجميع و محبا للنكتة، بشخصية مسرحية غاية في الروعة، له عشرات من الأسطوانات و الأشرطة الغنائية و القصص الدرامية، كما شارك في أكثر من فيلم، أبرزها: بوتفوناس، و كان المرحوم من جيل أوموراك و رفيق محمد اكيلول، العربي المتوكي، لحسن أزروال وغيرهم «.
كما عرف الرايس ابعمران بحسه الفكاهي و دعابته الساخرة و تلقائيته الفنية في التمثيل للأدوار التي أداها عن جدارة و استحقاق، زيادة على تمكنه من إتقان العزف على آلة لوطار و العود.
و تميز بأدائه لأغاني خالدة لازال الناس يرددونها في المناسبات و الأفراح، حيث كان يجمع بين الغناء و الفكاهة و التمثيل و العزف في قالب اجتماعي، مستمدا فلسفته من من حياة البسطاء و مهضومي الحقوق، الأمر الذي جعله ينفرد بشعبية واسعة في أرجاء المغرب.
رحم الله فناننا الكبير محمد بن مبارك بن أحمد، المعروف لدى كل أوساطه الفنية و التمثيلية بمحمد أبعمران و سينمائيا ب» بوتفوناست «، و جعل مثواه الجنة مع الشهداء و الصديقين، وسترقد روحه بسلام إلى الأبد و هو قد ترك في الدنيا تراثا فنيا كبيرا سيكون زادا معرفيا و فنيا للأجيال الصاعدة من المسرحيين و السينمائيين بمنطقته خاصة و بالمناطق الأمازيغية عامة.


الكاتب : عبد اللطيف الكامل

  

بتاريخ : 29/02/2020