محمد سالم الشرقاوي: الإشراف المباشر لجلالة الملك على عمل وكالة بيت مال القدس يؤمن الاستمرار في أداء مهامها

أكد المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي، أن الإشراف المباشر لجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، على عمل الوكالة يمنحها دفعة معنوية تؤمن لها الاستمرار في أداء مهامها.
وأوضح الشرقاوي، الذي حل ضيفا،أمس الثلاثاء، على ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء لمناقشة موضوع : «وكالة بيت مال القدس الشريف .. 25 سنة من العطاء في خدمة القدس والمقدسيين» أن هذه الدفعة المعنوية تجعل الوكالة «مطوقة بالتزاماتها كمؤسسة إنسانية لها أهداف اجتماعية واقتصادية، من واجبها أن تساهم، في إطار اختصاصاتها ووفق إمكانياتها، في خدمة المدينة وأهلها المرابطين».
وأشار، في السياق ذاته، إلى أن وكالة بيت مال القدس الشريف، التي تجسد على الأرض دورها كآلية مثلى لتنسيق الدعم العربي والإسلامي الموجه للمدينة المقدسة « قد حققت نسبة نجاح بتسيير الأموال إلى وجهتها ومستحقيها «، مبرزا أن عملها «يتعزز برأسمال معنوي مهم، يتمثل في حضور فريق الوكالة في الميدان، يتقاسم مع المقدسيين معاناتهم اليومية، ويتعرض أفراده، مغاربة وفلسطينيين، لما يتعرض له السكان من صعوبات تكدر صفو حياتهم الطبيعية في القدس».
وشدد على أن القناعة راسخة، لدى كل من يتابع الوضع على الأرض، بأن مصير المخططات الرامية لطمس هوية المدينة وتغيير وضعها القانوني سينتهي، لا محالة، إلى الفشل، لأن هذه المدينة كانت ولا تزال وستبقى مركزا حضاريا للإنسانية يجمع أتباع الديانات السماوية، ويؤلف بين قلوبهم على مبدأ التوحيد وقيم العيش الواحد. وتابع أن الإخلال بالتوازن الطبيعي والاقتصادي والديمغرافي والبيئي للمدينة المقدسة ينم عن تقدير خاطئ يؤدي إلى تعقيد الوضع المعيشي لدى الفلسطينيين، ويقوض فرص الحياة الكريمة لأجيالهم، مما يخلق حالة من الرفض، تدفع بالشباب، أحيانا، إلى ركوب المخاطر، مع أن الفلسطينيين، كما غيرهم، هم طلاب حياة، يدافعون عن حقوقهم في العيش، على أرضهم، بحرية وكرامة.
وتزامن هذا اللقاء مع تخليد العيد الفضي لوكالة بيت مال القدس الشريف، وشكل فرصة لتسليط الضوء على حصيلة إنجازات المؤسسة في القدس خلال ال 25 سنة الماضية.
إلى ذلك، أكد محمد سالم الشرقاوي، أن الوكالة تمكنت من الحفاظ على وتيرة منتظمة من الإنجاز، وذلك رغم محدودية التمويل في السنوات الأخيرة. وقال الشرقاوي، الذي حل ضيفا، الثلاثاء، على ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء لمناقشة موضوع : «وكالة بيت مال القدس الشريف .. 25 سنة من العطاء في خدمة القدس والمقدسيين»، إنه «رغم محدودية التمويل، تمكنت الوكالة من الحفاظ على وتيرة سنوية منتظمة في الإنجاز بميزانية تتفاوت بين 3.5 مليون دولار إلى 5 مليون دولار في بعض السنوات، رغم ظروف العمل الصعبة، التي تفرضها خصوصية المدينة، وطبيعة تضاريسها السياسية والاجتماعية المعقدة، وتنازع الإرادات فيها، ومحاولات الاحتلال فرض الأمر الواقع عليها».
وأوضح، في هذا الإطار، أن مساهمات الدول توقفت في سنة 2011، إذ لم تتوصل الوكالة منذ ذلك الحين بأية مساهمة من أية دولة كانت، مشيرا إلى أن المملكة المغربية ظلت «الممول الوحيد لهذه المؤسسة بـ 100 في المائة في صنف تبرعات الدول، وحوالي 70 في المائة في صنف تبرعات المؤسسات والأفراد».
وخلال 25 سنة الماضية، يضيف المدير المكلف بتسيير الوكالة، بلغ إجمالي التبرعات التي توصلت بها الوكالة حوالي 64،9 ملايين دولار، ضمنها 22،3 ملايين دولار في صنف تبرعات الدول، تمثل منها مساهمة المملكة المغربية نسبة 75 في المائة. و27،1 مليون دولار في صنف تبرعات المؤسسات، و15،5 مليون دولار في صنف تبرعات الأفراد.
وبعد أن عزى توقف التمويل إلى بعض التحديات الجيو – سياسية التي عرفتها المنطقة، دعا إلى تظافر الإرادات العربية والإسلامية والدولية لدعم القطاعات المتضررة من قبيل السكن والشغل، وذلك بـ»توفير الدعم المتناسب والملموس والمستدام للمؤسسات المقدسية، ورفدها بالإمكانيات التي تمكنها من الاستمرار في أداء مهامها على أكمل وجه، بعيدا عن الوعود والشعارات والمزايدات العقيمة، التي مل منها الفلسطينيون ولم يروا لها أثرا على أرض الواقع».
وطرح، في هذا الصدد، الخطة الفلسطينية لدعم القطاعات الاجتماعية، التي تقدمها المؤسسات والأجهزة المختصة في السلطة الفلسطينية، أمام الممولين والمانحين، كـ»إطار مناسب للتمويل، تم وضعه في سياق التشاور الواسع مع المؤسسات المقدسية ومع ممثلي الساكنة».
وشدد ضيف الملتقى على أن الوكالة لم تأل جهدا للتواصل مع الهيئات والمؤسسات، في كل المناسبات المتاحة، ومن خلال أجهزة منظمة التعاون الإسلامي، لطلب تقديم الدعم الذي يمكن هذه المؤسسة من تنفيذ مشاريعها المبرمجة في القدس لمساعدة المدينة وسكانها بشكل يتناسب مع حجم الحاجيات المتزايدة.
وخص بالذكر الحاجة إلى بناء ما بين 15 و20 ألف وحدة سكنية في المدينة القديمة، وبناء أو شراء 28 مدرسة جديدة بطاقة استيعابية تبلغ 864 غرفة صفية، وإنشاء 20 حضانة للأطفال موزعة على مناطق القدس، وتجهيز مراكز العلاج في المستشفيات التخصصية، ودعم موازناتها التسييرية بما لا يقل عن 30 في المائة من هذه الموازنات لسد الخصاص.
ويتعلق الأمر كذلك بإنشاء متنفسات عبارة عن مراكز ثقافية وملاعب رياضية ومتنزهات للترفيه والتثقيف وممارسة الأنشطة الرياضية، ودعم الجمعيات النسائية لتمكينهن من تطوير مهاراتهن في الحرف والمشاريع المدرة للدخل، وترميم 3 آلاف عقار تتوزع بين بنايات أثرية ومساجد وكنائس وصيانة المقابر الإسلامية ومرافق اجتماعية واقتصادية، وذلك بغية الحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري للمدينة.
وتزامن هذا اللقاء مع تخليد العيد الفضي لوكالة بيت مال القدس الشريف، وشكل فرصة لتسليط الضوء على حصيلة إنجازات المؤسسة في القدس خلال ال 25 سنة الماضية.