كان الكاتب والناقد الأستاذ محمد صوف ضيف برنامج «مدارات» الذي يعده ويقدمه الزميل عبد الإله التهاني على أمواج الإذاعة الوطنية في حلقة الجمعة 4 سبتمبر 2020 في 10 ليلا والتي تمت إعادتها ليلة الأحد 6 سبتمبر في نفس التوقيت.
تحدث صوف – وكعادته بإسهاب لكن بكثير من التركيز والاختصار– عن بداياته وعلاقته بالقراءة والكتابة والنشر والترجمة وإصداره لمجلة «أوراق» متوقفا عند عدد من العلامات البارزة في مساره الإبداعي.. خصوصا عند شخصيات وشمت مسيرته على رأسها الشاعر المرحوم محمد الطنجاوي الذي نشر له أو ل نص قصصي قصير بجريدته: «المسيرة الخضراء» كما الأستاذ مبارك ربيع في برنامجه «مع الصاعدين» ثم عبد المجيد الربيعي الذي شجعه على نشر أول رواية له: «رحال ولد المكي»…
من أجمل ما فاه به محمد صوف، وأعتبره شخصيا درسا بليغا في فن اللغات باعتبــاره مترجــمــــا (محلف رسمي) وغير محلف (أدبيا)» لكنه مبدع، قوله: ((إن ترجمة النصوص المنشورة بلغات أجنبية إلى اللغة العربية تثري هذه الأخيرة وتقويها)) جميل حقا ولا يقف عند هذه الحقيقة إلا من كان يعشق و ويتقن اللغة العربية دون أن يكون مطالبا بإتقان اللغة المترجَمة.
ومن أجمل ما اعترف به أيضا – وهذا يدعو شيئا ما إلى الاستغراب – كونه لا يدخل في علاقات عاطفية مع أبطال وشخصيات أعماله القصصية والروائية.. ((فأنا كالصانع: يقول أو (الحرايفي)، تردني مادة خام سواء كانت فكرة أو شخصية أو صورة فأشتغل عليها بحياد)) وهذا حقيقة موقف شجاع قلما توفر لكاتب، بعكسي تماما ولو أنني لست بروائي ولا قاص، لكن كسيناريست أرتبط بشخصياتي ارتباطا حميميا لحد الكراهية في الأخير، دليله أنني بكيت بحرقة يوم كتبت مشهد إعدام خربوشة في السيناريو الحامل لنفس العنوان من إخراج حميد الزوغي…
ردا على سؤال عبد الإله تهاني حول هل كتب محمد صوف ما يكفي وهل أدى رسالته المنوطة به ككاتب؟ صرح هذا الأخير أنه لم يطرح هذا السؤال على نفسه لأنه يكتب كما يتنفس و أن الكتابة بالنسبة له «هواية» رغم أن ذخيرته تتجاوز ال 20 مؤلفا ما بين الرواية والمجاميع القصصية والترجمات زائد العديد من المقالات في حقول إبداعية مختلفة..
إن الاستماع لمحمد صوف – والذي أنعثه بالحكيم – ممتع، مفيد وخصوصا مرفه.. فحتى نصائحه يصرفها لك بخفة دم وبساطة تجعلانك تحتوي أي مشكل تطلب رأيه أو نصيحته فيه مهما اشتدت حدته، وآخر وأهم نصائحه كما ورد بعنوان إحدى رواياته:» دعها تسير» آش غادي يوقع گع ؟؟ فالمشكلة سوف تحل بالطريقة المناسبة.. وفي الوقت المناسب… وهكذا كان.. ويكون…