محمد محيمدات.. الشاهد الذي رأى كل شيء

هو المصور الفنان والموثق الذي يعرف كل الناس، ويعرفه كل الناس، وهو المؤرخ الذي عاش كل الأحداث الثقافية في المغرب، وسجلها في صور حية وناطقة.

عندما أرى هذا الفنان المصور، أتذكر شخصية من شخصياتي المسرحية والتي هي عبد الموجود المصور في مسرحية (فاوست والاميرة الصلعاء) والذي بغيب ويحضر، والذي يكون دائما في الزمن الذي ينبغي أن يكون فيه، وفي المكان الذي يجب أن يكون فيه، فهل هو التاريخ أو روح التاريخ ؟
إن تاريخ أهم الأحداث والملتقيات والندوات والمهرجانات والمناظرات والمعارض والعروض المسرحية كلها مسجل لديه، وهو الشاهد الذي رأى كل شيء، وصور كل شيء، ودائما أسأله :متى نرى معارض لتاريخ الثقافة المغربية؟ ومتى نستعيد معك ومع صورك تاريخ الآداب والفنون المغربية؟
وأجمل في هذا المصور هو أنه يمارس عمله بحب وشغف، وأنه عاشق للفنون والفنانين، وأنه صديق كل المثقفين، وأن فعله هذا قد امتد على أكثر من أربعين سنة.

اليوم توصلت من هذا المصور المؤرخ بصور قديمة تجمعني بأسماء كبيرة في عالم الفن والثقافة، وبالمناسبة أقول له، أصالة عن نفسي، ونيابة عن كل المثقفين المغاربة، شكرا لك يا عبد الموجود المصور، وشكرا لابنك المصور أيضا، حمزة محيمدات، والذي يسير اليوم على نفس خطواتك الواثقة في هذا الميدان الصعب والشاق.
حقا، ليس سهلا أبدا أن تحمل آلة التصوير كل هذا الزمن، وأن تظل وفيا لها، وأن تتابع نبض المسرح ونبض الشعر ونبض القصة ونبض الرواية ونبض السينما ونبض الزجل، ونبض الفكر ونبض العلم، وذلك على امتداد كل هذه السنوات الطويلة جدا، من غير أن أسمعك يوما تشكو متاعب المهنة، وكيف تشكو من شيء هو أنت وأنت هو، وهو حياتك كتبتها حرفا حرفا، وعشتها حرفا حرفا؟
أخي محمد محيمدات تأكد بأنه يمكن أن ننسى بعض الوجوه في وزارة الثقافة المغربية، ولكنه أبدا لا يمكن أن ننسى وجهك، أو أن ننسى حركتك في الملتقيات وفي المهرجانات الثقافية والفني،ة وأنت تبحث عن لقطة للتاريخ وللمستقبل.


الكاتب : عبد الكريم برشيد

  

بتاريخ : 11/06/2020