الكارثة أثبتت أن بلادنا تتمتع بمؤسسات قوية ولديها إمكانيات
لتحدي الظروف الاستثنائية في المستقبل
عبد السلام كريم، الكاتب الجهوي للحزب بجهة مراكش آسفي
سوقنا صورة جميلة للعالم بكامله. نشيد بحرارة بالمجهودات التي بذلها أفراد القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة والأطقم الصحية، والسلطات والوقاية المدنية والمجتمع المدني، والشعب المغربي برمته الذي أبان عن مستوى عال من المسؤولية واليقظة والتضامن
ميلودة حازب، الكاتبة الجهوية لمنظمة النساء الاتحاديات
الكارثة بخسائرها التي همت الأرواح والمباني والبنيات والمآثر التاريخية التي تشكل رصيدا حضاريا وطنيا مهما، مكنت، رغم ذلك، من تسويق صورة إيجابية عن المغاربة وتلاحمهم مع ملك البلاد ومؤسساتها القوية
عبد الحق عندليب، الكاتب الإقليمي بمراكش
ضرورة اعتماد سياسة الأولويات برصد ميزانيات مهمة للتصدي للمشاكل الجوهرية عوض صرف مبالغ طائلة في تزيين الشوارع وإعادة تبليط الأرصفة
أحمد الشبايك، الكاتب الإقليمي للرحامنة
يجب إعادة النظر في برامج فك العزلة عن العالم القروي، ومساعدة الساكنة على تجاوز ما يمرون به من ظروف صعبة
محمد المشرفي، الكاتب الإقليمي للحوز
هشاشة البناء متأتية من عدة شروط وتعقيدات إدارية، مثل شرط التوفر على هكتار واحد على الأقل للترخيص بتشييد بناء متين، إضافة إلى أن أغلب السكان يستحيل عليهم الولوج إلى التصاميم المرخصة
عبد السلام بن سعيد، رئيس جماعة بوابوض ومنسق الحزب بشيشاوة
ضرورة بناء المنظومة وفق تصور جديد يراعي المعطيات الجيولوجية للمنطقة وتعقيداتها الجغرافية والاجتماعية، والكارثة أعطت درسا حول العالم القروي وطبيعة الخدمات المقدمة بهذه المناطق
أكد محمد ملال، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن ما أظهره المغرب، دولة وشعبا، بعد كارثة زلزال الحوز، يجسد في العمق الشعار الذي رفعه الحزب « دولة قوية ومجتمع متضامن»، وأضاف في الكلمة التوجيهية التي ألقاها في اجتماع الكتابة الجهوية للحزب بجهة مراكش آسفي، الذي انعقد يوم السبت 16 شتنبر الجاري بمقر الحزب بمدينة بن جرير، أن الكارثة التي ضربت الأقاليم التي شملها الزلزال كانت مفاجئة، ورغم ذلك فقد أدت الدولة أدوارها بفعالية ونجاعة وتموقعت في مختلف المناطق المتضررة، مثلما بيّن تضامن المجتمع اللحمة القوية التي تجمع المغاربة بقيادة البلاد ومؤسساتها.
وأشاد محمد ملال بالتدبير الملكي المحكم لمواجهة آثار هذه الكارثة، وبمجهودات مختلف الأجهزة من قوات مسلحة ملكية ودرك ملكي وقوات مساعدة ووقاية مدنية وسلطات محلية وإقليمية وأطقم طبية ومنتخبين الذين وفروا كل الوسائل والإمكانيات لفك العزلة عن المناطق المتضررة وإغاثة السكان ومدهم بالمساعدات اللازمة وانتشال الضحايا وإسعاف الجرحى، في عملية رغم ظروفها الصعبة، تمت بكل سلاسة وانتظام.
كما ثمن أداء المجتمع المدني الذي جسد، حسب قول عضو المكتب السياسي، روحا عالية في المواطنة وإحساسا بالواجب والمسؤولية، بهبته الحماسية لتقديم الدعم للمنكوبين وتخفيف آثار الصدمة عنهم، في تحرك شكل لوحة مبهرة في أعين العالم الذي تابع ما يحدث على الأرض.
وقال محمد ملال في كلمته إن الكارثة بينت أنه يجب إعادة النظر في السياسات العمومية، خاصة تلك المتعلقة بالمناطق الجبلية والعالم القروي، بجعلها أكثر اندماجا في خصوصية المجال، وبمراعاة ظروف الساكنة ووعورة التضاريس والهشاشة الاجتماعية.
وختم كلمته قائلا « هناك فعلا مأساة، ولكنها تتضمن وجوها مشرقة من التلاحم والتضامن، وبلادنا أثبتت أنها تتمتع بمؤسسات قوية ولديها إمكانيات لتحدي الظروف الاستثنائية في المستقبل.»
عبد السلام كريم، الكاتب الجهوي للحزب بجهة مراكش آسفي ، الذي سير الاجتماع، أكد في الكلمة الافتتاحية أن هذا الاجتماع الحزبي ينعقد في ظرف استثنائي موسوم بسياق الكارثة التي كانت غير متوقعة شملت مساحات كبيرة بتعقيداتها التضاريسية، ومحدثة معاناة للساكنة التي تواجه أصلا ظروف الهشاشة.
وشدد على كون التضامن الواسع الذي عبرت عنه مختلف فئات المجتمع، أنسى المغاربة ألم هذه الكارثة، وأظهر أن المغرب دولة وشعبا قوي بتلاحمه وبقيمه وبثقة الشعب في مؤسسات بلاده.
وقال في هذا السياق « سوقنا صورة جميلة للعالم بكامله. نشيد بحرارة بالمجهودات التي بذلها أفراد القوات المسلحة الملكية والدرك والقوات المساعدة والأطقم الصحية، والسلطات والوقاية المدنية والمجتمع المدني، والشعب المغربي برمته الذي أبان عن مستوى عال من المسؤولية واليقظة والتضامن.»
وخلال الاجتماع قدمت تقارير عن وضعية الأقاليم المتضررة من الزلزال بالجهة، حيث أكد عبد العزيز بنسعيد، رئيس جماعة بوابوض ومنسق الحزب بشيشاوة أن الإقليم عرف 202 حالة وفاة جراء الزلزال، 90 بالمائة منها في جماعة أداسيل، و195 جريحا بالعناية المركزة، فيما بلغ عدد الأسر المتضررة من الكارثة في الإقليم 8733 أسرة.
ودعا المتحدث إلى ضرورة بناء المنظومة من جديد وفق تصور جديد يراعي المعطيات الجيولوجية للمنطقة وتعقيداتها الجغرافية والاجتماعية، مؤكدا في هذا الصدد أن الكارثة أعطت درسا حول العالم القروي وطبيعة الخدمات المقدمة بهذه المناطق.
وأكد محمد المشرفي في سياق عرضه لوضعية إقليم الحوز أن الكارثة تفرض على المسؤولين إعادة النظر في السياسة العمرانية بالمناطق الجبلية، وخاصة بإقليم الحوز الذي وقع فيه الزلزال على ساكنة مقهورة أصلا. موضحا أن ما يتاح من إمكانيات للسكان لا يسمح لهم بإنشاء بناء متين، حيث أن هشاشة البناء متأتية من عدة شروط وتعقيدات إدارية، مثل شرط التوفر على هكتار واحد على الأقل للترخيص بتشييد بناء متين، إضافة إلى أن أغلب السكان يستحيل عليهم الولوج إلى التصاميم المرخصة.
وعن الوضع في مراكش تحدث عبد الحق عندليب عن أهمية المآثر التاريخية باعتبارها ذاكرة وطنية وضرورة حمايتها، منبها إلى مشكل المباني الآيلة للسقوط التي تعتبر ظاهرة مقلقة في المدينة العتيقة، حيث شدد في هذا الصدد على ضرورة اعتماد سياسة الأولويات برصد ميزانيات مهمة للتصدي للمشاكل الجوهرية عوض صرف مبالغ طائلة في تزيين الشوارع وإعادة تبليط الأرصفة.
وأكد عندليب أن الزلزال أعاد تذكيرنا بأن بناء البيوت في جل قرانا وبوادينا لايزال يتم بشكل عشوائي وبدائي بعيدا كل البعد عن شروط السكن اللائق المحترم لكرامة الإنسان والمستجيب لمتطلبات السلامة والأمان، وبأن الطرقاتوالمسالك هشة إن لم نقل منعدمة، وبأن المدارس والمستشفيات، إن كانت متوفرة في بعض القرى، فهي لا تستجيب للحد الأدنى الضروري من المعايير المتعارف عليها، وبأن السكان مازالوا يشربون من ماء البئر والوادي وينيرون أكواخهم بالشمع أو بوسائل بدائية، وبأنه في جل قرانا وبوادينا معظم السكان مازالوا بعيدين كل البعد عن الحضارة وعصر الرقمنة.
وقال عندليب «ان الوقت حان، ونحن نرى بأم أعيننا هذا الزخم الرائع والهائل من التضامن والتآزر والمواساة الذي عبر عنه المغاربة قاطبة ملكا وشعبا وأحزابا ومجتمعا مدنيا ومؤسسات لإغاثة الضحايا والمنكوبين، أن نزيل الغشاوة عن أعيننا وأن نحطم جدار الصمت السميك الذي يخفي عنا الحقيقة المرة لقرانا وبوادينا، وأن نحث دولتنا وأحزابنا وجمعياتنا وكل القوى والضمائر الحية للعودة إلى جادة الصواب والوعي من أجل وضع البادية المغربية على رأس اهتماماتنا وبرامجنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وذلك من خلال المزيد من التوعية بحقيقة الواقع المر الذي يعيشه الملايين من أبناء وبنات وطننا الحبيب في صمت، مع تجنب لغة الخشب والخطابات التبريرية أوالتبخيسية أو تبادل اللوم والاتهامات.»
وأكد أنه على الحكومة والدولة بصفة عامة إعطاء الأولوية، على المدى القصير والمتوسط والطويل، للبادية في الاستفادة من برامج ومخططات التنمية لتدارك الهوة السحيقة بين مدننا وقرانا، مع الشروع الفوري في إعادة بناء المساكن لفائدة كل المتضررات والمتضررين وفق معايير تحفظ كرامة السكان وسلامتهم، وتحافظ على خصوصيات المناطق المتضررة، وذلك في إطار بناء قرى نموذجية تتوفر على كل المتطلبات الأساسية والمستلزمات الضرورية من طرقات ومسالك وماء صالح للشرب وكهرباء ومؤسسات تعليمية ومستشفيات وكل المرافق الضرورية لحياة إنسانية ومدنية كريمة.
ودعا عندليب إلى مواصلة الدعم الإنساني والاجتماعي والاقتصادي والمواكبة النفسية والتربوية لكل ضحايا الزلزال، وتوفير الحماية القانونية والاجتماعية والصحية لكل الأطفال اليتامى ولكل الأرامل والشيوخ والعجزة والمعطوبين من ضحايا الزلزال.
واعتبر أحمد الشبايك عن إقليم الرحامنة أنه يجب إعادة النظر في برامج فك العزلة عن العالم القروي، ومساعدتهم حتى يتجاوزوا ما يمرون به من ظروف صعبة …
وسجلت ميلودة حازب، الكاتبة الجهوية لمنظمة النساء الاتحاديات، أن الكارثة بخسائرها التي همت الأرواح والمباني والبنيات والمآثر التاريخية التي تشكل رصيدا حضاريا وطنيا مهما، مكنت رغم ذلك من تسويق صورة إيجابية عن المغاربة وتلاحمهم مع ملك البلاد ومؤسساتها القوية.
وعرف الاجتماع قراءة الفاتحة ترحما على أرواح شهداء زلزال الحوز، وانصبت مناقشات المشاركين على القضايا التنظيمية المحددة في جدول الأعمال.
وأصدرت الكتابة الجهوية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بجهة مراكش آسفي عقب اجتماعها المذكور بلاغا، قدمت فيه تعازيها الحارة ومواساتها القلبية لجلالة لملك محمد السادس ولكل الأسر المكلومة، ولكل الشعب المغربي في هذا المصاب الجلل،
وقدرت عاليا التوجيهات السامية التي قررها جلالة الملك منذ الساعات الأولى لوقوع الكارثة للتخفيف من حدة الأضرار والتداعيات على الضحايا وأقاربهم وعبرت عن تضامنها اللامشروط مع مواطني كل المناطق المنكوبة.
وثمنت المجهودات والتضحيات الكبيرة التي تقدمها القوات المسلحة الملكية، والدرك الملكي، والأمن الوطني، والقوات المساعدة، والوقاية المدنية، والسلطات العمومية، والأطقم الصحية، والمنتخبين، والمجتمع المدني، والقوى الحية من أجل إنقاذ الأرواح وإغاثة المصابين وتقديم المساعدات للأسر والمواطنين المتضررين، ووقفت الكتابة الجهوية لمراكش آسفي احتراما وإجلالا لما يتمتع به الشعب المغربي داخل المغرب وخارجه من حس إنساني ووطني وتآزر وتضامن لفت أنظار العالم بأسره، وحيت التضامن الدولي النبيل من كافة الدول والشعوب الصديقة تجاه البلد والشعب، كما نوهت بانخراط كل الاتحاديات والاتحاديين بأقاليم جهة مراكش أسفي وبباقي المملكة في تقديم الدعم والمساندة للتخفيف من وقع هذه الفاجعة على الساكنة المتضررة في إطار ما يمليه عليه الواجب الوطني والإنساني .
كما دعت السلطات الحكومية إلى تفعيل برنامج استعجالي يمكن من تعبئة كافة الوسائل بالسرعة والنجاعة اللازمتين من أجل إعادة المتضررين من الزلزال من خلال التأهيل والبناء والإعمار والإصلاح في المناطق المتضررة، وفق شروط هندسية ومعمارية تحترم تراث المنطقة والتكفل الفوري بالأطفال واليتامى وحمايتهم من جميع أشكال الهشاشة، وذلك تماشيا مع التوجيهات الملكية.
ودعت إلى تفعيل سياسة عمومية تراعي خصوصية جهة مراكش – أسفي مع مراعاة العدالة المجالية من حيث الاستفادة من الاستثمارات العمومية بين الجهات وداخل الجهة وتقليص الفوارق الاجتماعية.
و دعت كافة الاتحاديات والاتحاديين إلى مواصلة التضامن كل على قدر استطاعته من أجل تجاوز هذه المحنة والتخفيف عن المتضررين، سواء التبرع بالدم أو الإيواء أو التغذية أو إعادة الإعمار والدعم النفسي للضحايا وأهاليهم .